بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ١٤٤
أهلها بافتتان المؤمنين عن دينهم ومنعهم عن الهجرة " واجعل لنا " بألطافك وتأييدك " من لدنك وليا " يلي أمرنا بالكفاية حتى ينقذنا من أيدي الظلمة " واجعل لنا من لدنك نصيرا " ينصرنا على من ظلمنا، فاستجاب سبحانه دعاءهم، فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وآله مكة جعل الله سبحانه نبيه لهم وليا، فاستعمل على مكة عتاب بن أسيد فجعله لهم نصيرا، وكان ينصف الضعيف من الشديد فأغاثهم الله تعالى، وكانوا (1) أعز بها من الظلمة قبل ذلك " فقاتلوا أولياء الشيطان " يعني جميع الكفار. (2) وقال في قوله تعالى: فما لكم في المنافقين ": اختلفوا فيمن نزلت فيه هذه الآية، فقيل: نزلت في قوم قدموا المدينة من مكة فأظهروا للمسلمين الاسلام، ثم رجعوا إلى مكة لأنهم استوخموا المدينة (3) فأظهروا الشرك، ثم سافروا ببضائع المشركين إلى اليمامة، فأراد المسلمون أن يغزوهم، فاختلفوا فقال بعضهم: لا نفعل فإنهم مؤمنون، وقال الآخرون: إنهم مشركون، فأنزل الله فيهم الآية عن مجاهد والحسن، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام، وقيل: نزلت في الذين تخلفوا عن أحد وقالوا: لو نعلم قتالا لاتبعناكم " الآية فاختلف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فيهم فقال فريق منهم: نقتلهم، وقال آخرون: لا نقتلهم، فنزلت الآية عن زيد بن ثابت. " والله أركسهم " أي ردهم إلى حكم الكفار بما أظهروا من الكفر، وقيل:
أهلكهم بكفرهم، وقيل: خذلهم فأقاموا على كفرهم " أتريدون أن تهدوا " أي تحكموا بهداية " من أضل الله " أي من حكم الله بضلاله أو خذله ولم يوفقه " ومن يضلل الله " أي نسبه إلى الضلالة " فلن تجد له سبيلا " أي لن ينفعه أن يحكم غيره بهدايته " ودوا " أي تمنى هؤلاء المنافقين الذين اختلفتم في أمرهم " لو تكفرون " أنتم بالله ورسوله " كما كفروا فتكونون سواء " في الكفر " فلا تتخذوا منهم أولياء " أي فلا تستنصروهم ولا تستنصحوهم ولا تستعينوا بهم في الأمور " حتى يهاجروا "

(1) في المصدر: فكانوا.
(2) مجمع البيان 3: 76.
(3) أي وجدوها وخيمة. والوخيم من البلد: غير موافق للسكن.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست