بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ١٤٣
والمنادى في " يا ليتني " محذوف، أي يا قوم، وقيل: يا أطلق للتنبيه على الاتساع " فأفوز " نصب على جواب التمني " الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة " أي الذين يبيعونها بها، والمعنى إن بطئ هؤلاء عن القتال فليقاتل المخلصون الباذلون أنفسهم في طلب الآخرة أو الذين يشترونها ويختارونها على الآخرة وهم المبطؤون، والمعنى حثهم على ترك ما حكى عنهم " والمستضعفين " عطف على " الله " أي وفي سبيل المستضعفين وهو تخليصهم من الأسر وصونهم عن العدو، أو على " السبيل " بحذف المضاف، أي وفي خلاص المستضعفين. ويجوز نصبه على الاختصاص، فإن سبيل الله تعالى يعم أبواب الخير، وتخليص ضعفة المسلمين من أيدي الكفار أعظمها وأخصها " من الرجال والنساء والولدان " بيان للمستضعفين وهم المسلمون الذين بقوا بمكة لصد المشركين أو ضعفهم عن الهجرة مستذلين ممتحنين، وإنما ذكر الولدان مبالغة في الحث، وتنبيها على تناهي ظلم المشركين بحيث بلغ إذا هم الصبيان، وقيل:
المراد به العبيد والإماء وهو جمع وليد. (1) وقال الطبرسي رحمه الله: قيل: يريد بذلك قوما من المسلمين بقوا بمكة ولم يستطيعوا الهجرة، منهم سلمة بن هشام، والوليد بن الوليد، وعياش بن أبي ربيعة وأبو جندل بن سهيل، وجماعة كانوا يدعون الله أن يخلصهم من أيدي المشركين ويخرجهم من مكة وهم " الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها " أي يقولون في دعائهم: ربنا سهل لنا الخروج من هذه القرية يعني مكة التي ظلم

(1) أنوار التنزيل 1: 286 - 288.
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»
الفهرست