بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٢٧٥
مواف القيامة (1) بوزر ولا مطلوب فيها بذنب.
قال له اليهودي: فإن هذا إدريس عليه السلام رفعه الله عز وجل مكانا عليا، وأطعمه من تحف الجنة بعد وفاته.
قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله أعطي ما هو أفضل من هذا، إن الله جل ثناؤه قال فيه: " ورفعنا لك ذكرك (2) " فكفى بهذا من الله رفعة، ولئن أطعم إدريس من تحف الجنة بعد وفاته فإن محمدا صلى الله عليه وآله أطعم في الدنيا في حياته بينما يتضور (3) جوعا فأتاه جبرئيل عليه السلام بجام من الجنة فيه تحفة، فهلل الجام، وهللت التحفة في يده وسبحا وكبرا وحمدا، فناولها أهل بيته ففعل الجام مثل ذلك، فهم أن يناولها بعض أصحابه فتناولها جبرئيل عليه السلام، فقال له: كلها فإنها تحفة من الجنة أتحفك الله بها، وإنها لا تصلح إلا لنبي أو وصي نبي، فأكل صلى الله عليه وآله وأكلنا معه، وإني لأجد حلاوتها ساعتي هذه.
قال له اليهودي: فهذا نوح عليه السلام صبر في ذات الله عز وجل، وأعذر قومه إذ كذب.
قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله صبر في ذات الله وأعذر قومه إذ كذب وشرد وحصب بالحصى، وعلاه أبو لهب بسلا شاة (4)، فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جابيل (5) ملك الجبال أن شق الجبال، وانته إلى أمر محمد صلى الله عليه وآله، فأتاه فقال له: إني قد أمرت لك بالطاعة فإن أمرت أطبقت (6) عليهم الجبال فأهلكتهم بها، قال صلى الله عليه وآله:

(١) في كتاب الاحتجاجات: في القيامة، وفى المصدر: يوم القيامة.
(٢) الشرح: ٤.
(3) أي يتلوى من وجع الجوع.
(4) في المصدر: بسلا ناقة وشاة أقول: السلى: جلدة يكون فيها الولد في بطن أمه وإذا انقطع في البطن هلكت الام والولد.
(5) قد ذكرنا في كتاب الاحتجاجات أن مكان جابيل في نسخة من الكتاب: حامل، وفى أخرى جاجائيل، وفى ثالثة: حبابيل.
(6) في المصدر وفى نسخة من كتاب الاحتجاجات فان أمرت أن الطبق.
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390