يتبسم ويكثر حتى تبدو أسنانه من غير قهقهة، وهو من فررت الدابة أفرها فرا: إذا كشف شفتها لتعرف سنها، وافتر يفتر افتعل منه، وأراد بحب الغمام البرد. قوله عليه السلام:
وشكله: قال الجزري: أي عن مذهبه وقصده، وقيل: عما يشاكل أفعاله، والشكل بالكسر الدل (1)، وبالفتح: المثل، والمذهب.
وقال الكازروني: الشكل بالفتح: النحو، والسيرة (2).
قوله: بالخاصة، قال الجزري وغيره: أراد أن العامة كانت لا تصل إليه في هذا الوقت، فكانت الخاصة تخبر العامة بما سمعت منه، فكأنه أوصل الفوائد إلى العامة بالخاصة، وقيل: إن الباء بمعنى (من) أي يجعل وقت العامة بعد وقت الخاصة وبدلا منهم، قوله: وقسمه معطوف على الايثار، قوله: روادا، قال الجزري: أي طالبين العلم، ملتمسين الحكم من عنده، ويخرجون أداة: هداة للناس، والرواد جمع رائد وهو الذي يتقدم القوم يبصر لهم الكلآء ومساقط الغيث.
أقول: ومنهم من قرأ أذلة بالذال المعجمة، أي يخرجون متعظين بما وعظوا، متواضعين من قوله: " أذلة على المؤمنين (3) " وهو تصحيف. قوله: إلا عن ذواق، قال الجزري: ضرب الذواق مثلا لما ينالون عنده من الخير، أي لا يتفرقون إلا عن علم وأدب يتعلمونه، يقوم لأنفسهم مقام الطعام والشراب لأجسادهم.
وقال القاضي: ويشبه أن يكون على ظاهره (4) أي في الغالب والأكثر، قوله:
يحذر الناس بالتخفيف: ويحترس منهم، عطف تفسير له، ومنهم من قرأ على بناء التفعيل إيثارا للتأسيس على التأكيد، أي كان يحذر الناس بعضهم من بعض، ويأمرهم بالحزم، ويحذر هو أيضا منهم، والأول أظهر، قوله: لا يوطن الأماكن، أي لا يتخذ لنفسه مجلسا يعرف به فلا يجلس إلا فيه، وقد فسره بما بعده، قوله: من جالسه، في بعض رواياتهم