بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ١٧٠
بعد ذلك: أو قاومه، أي قام معه، قوله: ولا تؤبن فيه الحرم، قال الجزري: أي لا يذكرن بقبيح، كان يصان مجلسه عن رفث القول، يقال: أبنت الرجل ابنه: إذا رميته بخلة (1) سوء، فهو مأبون، وهو مأخوذ من الابن وهو العقد تكون في القسي يفسدها و تعاب بها، قوله: سلاجم جمع سلجم، وهي الطويل، والسراء بالفتح ممدودا، شجر يتخذ منه القسي، وقال الجوهري: الابنة بالضم: العقدة في العود، ومنه قول الأعشى: قضيب سراء كثير الأبن، قوله: لا تنثى فلتأته، قال الجزري: أي لا تذاع، يقال: نثوت الحديث أنثوه نثوا، والنثاء في الكلام يطلق على القبيح والحسن، يقال: ما أقبح نثاه وما أحسنه، والفلتات جمع فلتة وهي الزلة، أراد أنه لم يكن لمجلسه فلتات فتنثى.
أقول: الضمير في فلتأته راجع إلى المجلس.
قوله: متواصلين فيه بالتقوى، في بعض رواياتهم: يتواصون فيه بالتقوى، وفي بعضها: يتعاطفون بالتقوى، والفظ: السئ الخلق، والصخب بالصاد والسين: الضجة واضطراب الأصوات للخصام، قوله: كأنما على رؤوسهم الطير، قال الجزري: وصفهم بالسكون الوقار، وأنهم لم يكن فيهم طيش ولا خفة، لان الطير لا تكاد تقع إلا على شئ ساكن، وقال الفيروزآبادي: كأن على رؤوسهم الطير، أي سأكون هيبة، وأصله أن الغراب يقع على رأس البعير فيلقط منه القراد (2)، فلا يتحرك البعير لئلا ينفر عنه الغراب، قوله: لا يتنازعون عنده الحديث، أي إذا تكلم أحد منهم أمسكوا حتى يفرغ ثم يتكلم الآخر، فما بعده تفسيره، قوله: حديثهم عنده حديث أولاهم (3)، وفي بعض النسخ: أولهم بالافراد، ولعله تأكيد للسابق، أي لا يتكلم إلا من سبق بالكلام، قوله:
على الجفوة، أي غلظته وبعده من الآداب، قوله: ليستجلبونهم، أي يجيئون معهم بالغرباء إلى مجلسه من كثرة احتماله عنهم، وصبره على ما يكون منهم في سؤالهم إياه وغير ذلك،

(1) الخلة بفتح الخاء وضمها: الخصلة.
(2) القرد والقراد: دويبة تتعلق بالبعير ونحوه، وهي كالقمل للانسان.
(3) الظاهر مما بعده أنه مصحف أولهم.
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402