فتزوجها سليمان وهي بلقيس بنت الشرح (1) الجبيرية، وقال سليمان للشياطين:
اتخذوا لها شيئا يذهب هذا الشعر عنها، فعملوا الحمامات وطبخوا النورة (2) فالحمامات والنورة مما اتخذته الشياطين لبلقيس، وكذا الأرحية التي تدور على الماء.
وقال الصادق عليه السلام: أعطي سليمان بن داود عليه السلام مع علمه معرفة المنطق بكل لسان ومعرفة اللغات ومنطق الطير والبهائم والسباع، فكان إذا شاهد الحروب تكلم بالفارسية وإذا قعد لعماله وجنوده وأهل مملكته تكلم بالرومية، فإذا خلا مع نسائه (3) تكلم بالسريانية والنبطية، وإذا قام في محرابه لمناجاة ربه تكلم بالعربية، وإذا جلس للوفود والخصماء تكلم بالعبرانية قوله: " لأعذبنه عذابا شديدا " يقول: لأنتفن ريشه، قوله:
" أن لا تعلوا علي " يقول: لا تعظموا علي، قوله: " لا قبل لهم بها " يقول: لا طاقة لهم بها، وقول سليمان: " ليبلوني أأشكر " الذي آتاني من الملك " أم أكفر " إذا رأيت من هو دوني (4) أفضل مني علما، فعزم الله له على الشكر. (5) 4 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره، عن محمد بن حماد، عن أخيه أحمد بن حماد، عن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك أخبرني عن النبي صلى الله عليه وآله ورث النبيين كلهم؟ قال: نعم، قلت: من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه؟ قال:
ما بعث الله نبيا إلا ومحمد صلى الله عليه وآله أعلم منه قال: قلت: إن عيسى بن مريم عليه السلام كان يحيي الموتى بإذن الله، قال: صدقت، وسليمان بن داود عليه السلام كان يفهم منطق الطير، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقدر على هذه المنازل، قال: فقال: إن سليمان بن داود عليه السلام قال للهدهد حين فقده وشك في أمره فقال: " مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين " حين فقده فغضب عليه فقال: " لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين " وإنما غضب