بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٣٥٤
إليه، فإن الخير كاسمه، واترك من الدنيا ما بك الغنى عنه، ولا تنظر عيناك إلى كل مفتون فيها موكول إلى نفسه، واعلم أن كل فتنة بذرها حب الدنيا. ولا تغبطن أحدا برضى الناس عنه حتى تعلم أن الله عز وجل عنه راض، ولا تغبطن أحدا بطاعة الناس له واتباعهم إياه على غير الحق فهو هلاك له ولمن اتبعه. (1) 52 - وقال أبو جعفر عليه السلام: قال موسى عليه السلام: أي عبادك أبغض إليك؟ قال:
جيفة بالليل، بطال بالنهار. (2) وقال: قال موسى لربه: يا رب إن كنت بعيدا ناديت، وإن كنت قريبا ناجيت، قال:
يا موسى: أنا جليس من ذكرني، فقال موسى: يا رب إنا نكون على حال من الحالات في الدنيا مثل الغائط والجنابة فنذكرك؟ قال: يا موسى اذكرني على كل حال.
وقال: قال موسى: يا رب ما لمن عاد مريضا؟ قال: أوكل به ملكا يعوده في قبره إلى محشره. قال: يا رب ما لمن غسل ميتا؟ قال: أخرجه من ذنوبه كما خرج من بطن أمه. قال: يا رب ما لمن شيع جنازة؟ قال: أوكل به ملائكة معهم رايات يشيعونه من محشره إلى مقامه. قال: فما لمن عزى الثكلى؟ قال: اظله في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي. تعالى الله.
وقال: فيما ناجى الله به موسى أن قال: أكرم السائل إذا هو أتاك بشئ ببذل يسير أو برد جميل، فإنه قد يأتيك من ليس بجني ولا إنسي: ملك من ملائكة الرحمن ليبلوك فيما خولتك، ويسألك عما مولتك (3) فكيف أنت صانع؟
وقال: يا موسى لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. (4) بيان: قوله تعالى: (فإن الخير كاسمه) لعل المراد أن الخير لما دل بحسب أصل

(1) قصص الأنبياء مخطوط.
(2) أي نائم بالليل كله كأنه جثة الميت، لا يستيقظ فيناجي ربه ويدعو ويتضرع ويصلى. بطال بالنهار يشتغل فيه باللهو واللعب ولا يحرج إلى طلب الرزق، ولا يشتغل بمشاغل فيها النفع انفسه والمجتمع، فهو كالعضو الفالج ليلا ونهارا.
(3) أي صيرتك ذا مال.
(4) قصص الأنبياء مخطوط.
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435