بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٣٣٧
الكثير، (1) وأغني الفقير، وأنا الدائم العزيز القدير، فمن لجأ إليك وانضوى إليك (2) من الخاطئين فقل: أهلا وسهلا، بأرحب الفناء نزلت، بفناء رب العالمين، (3) واستغفر لهم وكن كأحدهم، ولا تستطل عليهم بما أنا أعطيتك فضله، وقل لهم: فليسألوني من فضلي و رحمتي فإنه لا يملكها أحد غيري، وأنا ذو الفضل العظيم، كهف الخاطئين، وجليس المضطرين، ومستغفر للمذنبين، إنك مني بالمكان الرضي، فادعني بالقلب النقي، واللسان الصادق، و كن كما أمرتك، أطع أمري، ولا تستطل على عبادي بما ليس منك مبتدؤه، وتقرب إلي فإني منك قريب، فإني لم أسألك ما يؤذيك ثقله ولا حمله، إنما سألتك أن تدعوني فأجيبك وأن تسألني فأعطيك، وأن تتقرب بما مني أخذت تأويله وعلي تمام تنزيله.
يا موسى انظر إلى الأرض فإنها عن قريب قبرك، وارفع عينيك إلى السماء فإن فوقك فيها ملكا عظيما، وابك على نفسك ما كنت في الدنيا، وتخوف العطب (4) والمهالك ولا تغرنك زينة الدنيا وزهرتها، ولا ترض بالظلم ولا تكن ظالما فإني للظالم بمرصد حتى أديل منه المظلوم. (5) يا موسى إن الحسنة عشرة أضعاف، ومن السيئة الواحدة الهلاك، لا تشرك بي، لا يحل لك أن تشرك بي، قارب وسدد، (6) ادع دعاء الطامع الراغب فيما عندي، النادم على ما قدمت يداه، فإن سواد الليل يمحوه النهار، كذلك السيئة تمحوها الحسنة،

(١) في المصدر: وأثيب بالكثير.
(٢) أي انضم إليك ومال.
(٣) في الكافي: أهلا وسهلا يا رحب الفناء بفناء رب العالمين. وقال المصنف في مرآة العقول:
الرحب: الواسع. وفناء الدار ككساء: ما اتسع من أمامها، أي يامن فناؤه للذي نزل به رحب.
(٤) العطب: الهلاك.
(٥) في المجمع: في الحديث: (قد أدال الله تعالى من فلان) هو من الادالة: النصرة والغلبة يقال: اديل لنا على أعدائنا إلى نصرنا عليهم.
(٦) في النهاية: وفيه: قاربوا أي اقتصدوا في الأمور كلها، واتركوا العلو فيها والتقصير، يقال قارب فلان في الأمور: إذا اقتصد. وسددوا أي اطلبوا بأعمالكم السداد والاستقامة وهو القصد في الامر والعدل فيه.
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435