بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٣٣٥
ومع كثرة المال كثرة الذنوب، الأرض مطيعة، والسماء مطيعة، والبحار مطيعة، فمن عصاني شقي، فأنا الرحمن رحمن كل زمان، (1) آتي بالشدة بعد الرخاء، وبالرخاء بعد الشدة، وبالملوك بعد الملوك، وملكي قائم دائم لا يزول، ولا يخفى علي شئ في الأرض ولا في السماء، وكيف يخفى علي ما مني مبتدؤه؟! وكيف لا يكون همك فيما عندي وإلي ترجع لا محالة؟!
يا موسى اجعلني حرزك، وضع عندي كنزل من الصالحات، وخفني ولا تخف غيري إلي المصير.
يا موسى عجل التوبة، وأخر الذنب، وتأن في المكث بين يدي في الصلاة، ولا ترج غيري، اتخذني جنة للشدائد، وحصنا لملمات الأمور. (2) يا موسى نافس في الخير أهله، فإن الخير كاسمه، (3) ودع الشر لكل مفتون.
يا موسى اجعل لسانك من وراء قلبك تسلم، وأكثر ذكري بالليل والنهار تغنم، ولا تتبع الخطايا فتندم، فإن الخطايا موعدها النار.
يا موسى أطب الكلام لأهل الترك للذنوب، وكن لهم جليسا، واتخذهم لغيبك إخوانا، وجد معهم يجدون معك. (4) يا موسى ما أريد به وجهي فكثير قليله، وما أريد به غيري فقليل كثيره، وإن أصلح أيامك الذي هو أمامك، فانظر أي يوم هو فأعد له الجواب فإنك موقوف و مسؤول، وخذ موعظتك من الدهر وأهله فإن الدهر طويله قصير، وقصيره طويل، وكل شئ فان، فاعمل كأنك ترى ثواب عملك لكي يكون أطمع لك في الآخرة لا محالة، فإن ما بقي من الدنيا كما ولى منها، وكل عامل يعمل على بصيرة ومثال، (5) فكن مرتادا

(1) في نسخة من المصدر وفى الروضة: فانا الرحمن الرحيم، رحمن كل زمان.
(2) أي شدائدها ونوازل السوء من نوازل الدنيا.
(3) سيأتي تفسيره من المصنف ذيل الخبر 52.
(4) هكذا في النسخ، والظاهر أن الصواب كما في نسخة من الروضة: يجودون معك. من جاد يجود، ويحتمل على بعد كونه من جد يجد: اجتهد. اهتم.
(5) تقدم شرح تلك الجمل قبل ذلك.
(٣٣٥)
مفاتيح البحث: الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435