بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٦٥
11 - تفسير علي بن إبراهيم: أبي، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام إن إبراهيم عليه السلام نظر إلى جيفة على ساحل البحر تأكلها سباع البر وسباع البحر، ثم يثب السباع بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا، فتعجب إبراهيم عليه السلام فقال: " رب أرني كيف تحيي الموتى " فقال الله له: " أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم أدعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم " فأخذ إبراهيم الطاووس والديك والحمام والغراب، قال الله عز وجل: " فصرهن إليك " أي قطعهن ثم اخلط لحماتهن وفرقها على عشرة جبال (1) ثم خذ مناقيرهن وادعهن يأتينك سعيا، ففعل إبراهيم ذلك وفرقهن على عشرة جبال ثم دعاهن فقال: اجيبيني بإذن الله تعالى، فكانت يجتمع ويتألف لحم كل واحد وعظمه إلى رأسه، وطارت إلى إبراهيم، فعند ذلك قال إبراهيم: إن الله عزيز حكيم. (2) بيان: قال الطبرسي رحمه الله: قرأ أبو جعفر وحمزة وخلف ورويس عن يعقوب " فصرهن " بكسر الصاد والباقون " فصرهن " بضم الصاد. ثم قال: صرته أصوره أي أملته، وصرته أصوره:
قطعته. قال أبو عبيدة: فصرهن من الصور وهو القطع. وقال أبو الحسن: وقد قالوا بمعنى القطع أصار يصير أيضا، فمن جعل " فصر هن إليك " بمعنى أملهن إليك حذف من الكلام، والمعنى أملهن إليك فقطعهن، ومن قدر " فصرهن " على معنى فقطعهن كان لم يحتج إلى إضمار. (3) وقال البيضاوي: أي فأملهن واضممهن إليك لتتأملها وتعرف شأنها لئلا تلتبس عليك بعد الاحياء. (4) وقال الجوهري: صاره يصوره ويصيره أي أماله، وقرئ " فصرهن إليك " بضم الصاد وكسرها. قال الأخفش: يعني وجههن، يقال: صر إلي وصر وجهك إلي أي اقبل علي، وصرت الشئ أيضا قطعته وفصلته، فمن قال هذا جعل في الآية تقديما وتأخيرا

(1) في نسخة: وفرقها على كل عشرة جبال.
(2) تفسير القمي: 81. م (3) مجمع البيان 2: 371. م (4) أنوار التنزيل 1: 65. م
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست