بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٨٦
على باب البيت. وثالثها: طهراه ببنائكما له على الطهارة كقوله تعالى: " أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ". (1) " للطائفين والعاكفين " أكثر المفسرين على أن الطائفين هم الدائرون حول البيت، والعاكفين هم المجاورون للبيت; وقيل: الطائفون: الطارئون (2) على مكة من الآفاق، والعاكفون: المقيمون فيها " والركع السجود " هم المصلون. (3) " رب اجعل هذا " أي مكة " بلدا آمنا " أي ذا أمن، قال ابن عباس: يريد: لا يصاد طيره، ولا يقطع شجره، ولا يختلى خلاه (4) " وارزق أهله من الثمرات " روي عن أبي جعفر عليه السلام أن المراد بذلك أن الثمرات تحمل إليهم من الآفاق. وروي عن الصادق عليه السلام قال: إنما هو ثمرات القلوب. (5) أي حببهم إلى الناس ليثوبوا إليهم " من آمن منهم " إنما خصهم لأنه تعالى كان قد أعلمه أنه يكون في ذريته الظالمون فخص بالدعاء رزق المؤمنين تأدبا بأدب الله فيهم " قال ومن كفر فأمتعه قليلا " أي قال الله قد استجبت دعوتك فيمن امن منهم ومن كفر فأمتعه بالرزق الذي ارزقه إلى وقت مماته " ثم أضطره إلى عذاب النار " أي أدفعه إليها في الآخرة. (6).
" وإذ يرفع " أي اذكر إذ يرفع " إبراهيم القواعد من البيت " أي أصول البيت التي كانت قبل ذلك، عن ابن عباس وعطا قالا: قد كان آدم بناه ثم عفا أثره (7) فجدده إبراهيم وهو المروي عن أئمتنا صلوات الله عليهم. وفي كتاب العياشي بإسناده عن الصادق عليه السلام قال:
إن الله تعالى أنزل الحجر الأسود من الجنة لآدم عليه السلام وكانت البيت درة بيضاء فرفعه الله تعالى إلى السماء وبقي أساسه فهو حيال هذا البيت، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يرجعون إليه أبدا فأمر الله إبراهيم وإسماعيل أن يبنيا البيت على القواعد " وإسماعيل "

(١) التوبة: ١٠٩.
(2) جمع الطارئ: الغريب خلاف الأصلي.
(3) مجمع البيان 1: 203. 204. م (4) أي لا يجز عشبه.
(5) لا تنافى بين الخبرين لان الثمرات معنى أعم يشمل ما فيهما، ويحتمل أن يكون الثاني تفسيرا بالسبب.
(6) مجمع البيان 1: 206. م (7) أي محى ودرس وبلى.
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست