بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٢٧٧
تباعد في عدوه. والغيضة بالفتح: الأجمة ومجتمع الشجر. وراهق الغلام أي قارب الاحتلام.
49 - علل الشرائع: سمعت محمد بن عبد الله بن طيفور يقول في قول يوسف عليه السلام: " رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ": إن يوسف رجع إلى اختيار نفسه فاختار السجن فوكل إلى اختياره، والتجئ نبي الله محمد صلى الله على واله إلى الخيار فتبرأ من الاختيار ودعا دعاء الافتقار فقال على رؤية الاضطرار: " يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على طاعتك " فعوفي من العلة وعصم، فاستجاب الله له وأحسن إجابته، وهو أن الله عصمه ظاهرا وباطنا.
وسمعته يقول في قول يعقوب: " هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل " إن هذا مثل قول النبي صلى الله عليه وآله: " لا يلسع المؤمن من حجر مرتين " فهذا معناه وذلك أنه سلم يوسف إليهم فغشوه حين اعتمد على حفظهم له، وانقطع في رعايته إليهم، فألقوه في غيابة الجب وباعوه، ولما انقطع إلى الله عز وجل في الابن الثاني وسلمه واعتمد في حفظه عليه وقال: " فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين " أقعده على سرير المملكة، ورد يوسف إليه وخرج القوم من المحنة، واستقامت أسبابهم.
وسمعته يقول في قول يعقوب: " يا أسفى على يوسف " إنه عرض في التأسف بيوسف، وقد رأى في مفارقته فراقا آخر، وفي قطيعته قطيعة أخرى، فتلهب عليها (1) وتأسف من أجلها، كقول الصادق عليه السلام في معنى قوله عز وجل: " ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ": إن هذا فراق الأحبة في دار الدنيا ليستدلوا به على فراق المولى، فلذلك يعقوب تأسف على يوسف من خوف فراق غيره، فذكر يوسف لذلك. (2) 50 - علل الشرائع: المظفر العلوي، عن ابن العياشي؟ عن أبيه، عن محمد بن نصير، عن أحمد ابن محمد، عن ابن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن إسماعيل، عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أخبرني عن يعقوب حين قال لولده: " اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه " أكان علم أنه حي وقد فارقه منذ عشرين سنة وذهبت عيناه من الحزن؟ قال: نعم علم أنه حي، قلت: وكيف علم؟ قال: إنه دعا في السحر أن يهبط

(1) أي فتحرقت عليها. وفى المصدر: فتلهف عليها. أي حزن عليها وتحسر.
(2) علل الشرائع: 28. م
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»
الفهرست