بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٢٤٦
قال: نعم، قال: قل " يامن لم يعلم أحد كيف هو إلا هو، يا من سد السماء بالهواء، و كبس الأرض (1) على الماء، واختار لنفسه أحسن الأسماء، ائتني بروح منك وفرج من عندك " قال: فما انفجر عمود الصبح حتى اتي بالقميص فطرح عليه ورد الله (2) عليه بصره وولده. (3) بيان: قال الطبرسي: التثريب التوبيخ، يقال: ثرب وأثرب، عن ابن الاعرابي.
وقيل: التثريب: اللوم والافساد والتقرير بالذنب، قال أبو عبيدة: وأصله الافساد، وقال تغلب: (4) ثرب فلان على فلان أي عدد عليه ذنوبه; وقال أبو مسلم: هو مأخوذ من الثرب وهو شحم الجوف فكأنه موضع للمبالغة في اللوم والتعنيف والبلوغ بذلك إلى أقصى غاياته. انتهى. (5) أقول: لعل مراده بالتخليط ما يرجع إلى الافساد. (6) 12 - تفسير علي بن إبراهيم: وقال: ولما أمر الملك بحبس يوسف في السجن ألهمه الله تأويل الرؤيا فكان يعبر لأهل السجن، فلما سألاه الفتيان الرؤيا وعبر لهما وقال للذي ظن أنه ناج منهما: اذكرني عند ربك ولم يفزع في تلك الحال إلى الله فأوحى الله إليه: من أراك الرؤيا التي رأيتها؟ قال يوسف: أنت يا رب، قال: فمن حببك إلى أبيك؟ قال: أنت يا رب، قال:
فمن وجه إليك السيارة التي رأيتها؟ قال: أنت يا رب، قال: فمن علمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعلت لك من الجب فرجا؟ قال: أنت يا رب، قال: فمن أنطق لسان الصبي بعذرك؟
قال: أنت يا رب، قال: فمن ألهمك تأويل الرؤيا؟ قال: أنت يا رب، قال: فكيف استعنت بغيري ولم تستعن بي؟ وأملت عبدا من عبيدي ليذكرك إلى مخلوق من خلقي وفي قبضتي ولم تفزع إلي؟ البث في السجن بضع سنين. فقال يوسف: أسألك بحق آبائي عليك إلا فرجت عني؟ فأوحى الله إليه: يا يوسف وأي حق لآبائك علي؟ إن كان أبوك آدم خلقته

(1) كبس على الشئ: شد وضغط. كبس على الشئ. اقتحم عليه.
(2) في نسخة: فرد الله عليه.
(3) تفسير القمي: 328 - 329. م (4) في المصدر وفى نسخة: وقال ثعلب.
(5) مجمع البيان 5: 260. م (6) ومنه قول الفيروزآبادي: المثراب: المخلط المفسد.
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»
الفهرست