حزينا " حتى يأتي أمر الله، فقال: إني رسول الله إليك وهو يقرؤك السلام ويقول: يا آدم حياك الله وبياك، قال: أما حياك الله فأعرفه، فما بياك؟ قال: أضحكك، قال:
فسجد آدم فرفع رأسه إلى السماء وقال: يا رب زدني جمالا "، فأصبح وله لحية سوداء كالحمم فضرب بيده إليها فقال: يا رب ما هذه؟ فقال: هذه اللحية زينتك بها أنت وذكور ولدك إلى يوم القيامة. (1) بيان: قال الجوهري: القرفصاء: ضرب من القعود ويمد ويقصر، وهو أن يجلس على ركبتيه منكبا " ويلصق بطنه بفخذيه ويتأبط كفيه وهي جلسة الأعراب. وقال الجزري: هي جلسة المحتبي بيديه. وقال: فيه (إن الملائكة قالت لآدم على نبينا وآله وعليه السلام: حياك الله وبياك) معنى حياك أبقاك من الحياة، وقيل: هو من استقبال المحيا وهو الوجه، وقيل: ملكك وفرحك، وقيل: سلام عليك وهو من التحية السلام، وقال:
بياك قيل: هو اتباع لحياك، وقيل: معناه: أضحكك، وقيل: أجل لك ما تحب، وقيل:
اعتمدك بالملك، وقيل: تعمدك بالتحية، (2) وقيل: أصله بواء مهموزا فخفف وقلب، أي أسكنك منزلا " في الجنة وهيأك له انتهى. والحمم كصرد: الفحم.
19 - معاني الأخبار: أحمد بن الهيثم، عن ابن زكريا القطان، عن ابن حبيب، عن ابن بهلول، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام، فجعل أعلاها وأشرفها أرواح محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة بعدهم صلوات الله عليهم، فعرضها على السماوات والأرض والجبال فغشيها نورهم، فقال الله تبارك وتعالى للسماوات والأرض والجبال: هؤلاء أحبائي وأوليائي وحججي على خلقي وأئمة بريتي، ما خلقت خلقا " هو أحب إلى منهم، لهم ولمن تولاهم خلقت جنتي، ولمن خالفهم وعاداهم خلقت ناري، فمن ادعى منزلتهم مني ومحلهم من عظمتي عذبته عذابا " لا أعذبه أحد امن العالمين، وجعلته والمشركين (3) في أسفل درك