بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ٨٧
وخامسها: أن المراد: لا يكذبونك بل يكذبونني، فإن تكذيبك راجع إلي ولست مختصا به، لأنك رسول، فمن رد عليك فقد رد علي. (1) وفي قوله: " فان استطعت أن تبتغي " أي تطلب وتتخذ " نفقا في الأرض " أي سربا ومسكنا في جوف الأرض " أو سلما " أي مصعدا " إلى السماء فتأتيهم بآية " أي حجة تلجئهم إلى الايمان فافعل، وقيل: فتأتيهم بآية أفضل مما آتيناهم به فافعل " إنما يستجيب الذين يسمعون " أي يصغون إليك ويتفكرون في آياتك فإن من لم يتفكر ولم يستدل بالآيات بمنزلة من لم يسمع " والموتى يبعثهم الله " يريد: إن الذين لا يصغون إليك ولا يتدبرون بمنزلة الموتى فلا يجيبون إلى أن يبعثهم الله يوم القيامة. (2) " وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه " أي ما اقترحوا عليه من مثل آيات الأولين كعصا موسى وناقة ثمود " ولكن أكثرهم لا يعلمون " ما في إنزالها من وجوب الاستيصال لهم إذا لم يؤمنوا عند نزولها، وما في الاقتصار بهم على ما أوتوه من الآيات من المصلحة. (3) وفي قوله: " هل يهلك إلا القوم الظالمون " أي الذين يكفرون بالله ويفسدون في الأرض، فإن هلك فيه مؤمن أو طفل فإنما يهلك محنة، ويعوضه الله على ذلك أعواضا كثيرة يصغر ذلك في جنبها. (4) وفي قوله: " هل يستوي الأعمى والبصير " أي العارف بالله سبحانه العالم بدينه، والجاهل به وبدينه، فجعل الأعمى مثلا للجاهل، والبصير مثلا للعارف بالله وبنبيه، وفي تفسير أهل البيت عليهم السلام: هل يستوي من يعلم ومن لا يعلم. (5) وفي قوله: " الذين

(1) مجمع البيان 4: 293 - 294.
(2) في التفسير المطبوع: يريد: إن الذين لا يصغون إليك من هؤلاء الكفار ولا يتدبرون فيما تقرؤه عليهم وتبينه لهم من الآيات والحجج بمنزلة الموتى، فكما أيست أن تسمع الموتى كلامك إلى أن يبعثهم فكذلك فأيس من هؤلاء أن تستجيبوا لك، وتقديره: إنما يستجيب المؤمن السامع للحق فاما الكافر فهو بمنزلة الميت فلا يجيب إلى أن يبعثه الله يوم القيامة فيلجئه إلى الايمان إ ه‍. وكثيرا ما يختصر المصنف كلام المفسرين وينقل معناه. (3) مجمع البيان 4: 296.
(4) مجمع البيان 4: 303. (5) مجمع البيان 4: 304.
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست