بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ٢٨٣
جميعا، فإن كنتم من العرب فأنتم تعلمون هذا، قال الله تعالى: " إنكم وما تعبدون " يريد الأصنام التي عبدوها وهي لا تعقل، والمسيح عليه السلام لا يدخل في جملتها، فإنه يعقل، ولو كان قال: (إنكم ومن تعبدون) لدخل المسيح في الجملة، فقال القوم: صدقت يا رسول الله. (1) {باب 2} * (احتجاج النبي صلى الله عليه وآله على اليهود في مسائل شتى) * 1 - تفسير الإمام العسكري (ع)، الإحتجاج: بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام قال: قال جابر بن عبد الله الأنصاري: سأل رسول الله صلى الله عليه وآله عبد الله بن صوريا - غلام أعور يهودي تزعم اليهود أنه أعلم يهودي بكتاب الله وعلوم أنبيائه - عن مسائل كثيرة (2) يعنته فيها، فأجابه عنها رسول الله صلى الله عليه وآله بما لم يجد إلى إنكار شئ منه سبيلا، فقال له يا محمد: من يأتيك بهذه الاخبار عن الله تعالى؟ قال: جبرئيل، قال: لو كان غيره يأتيك بها لآمنت بك، ولكن جبرئيل عدونا من بين الملائكة، ولو كان ميكائيل أو غيره سوى جبرئيل يأتيك بها لآمنت بك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ولم اتخذتم جبرئيل عدوا؟ قال: لأنه نزل بالبلاء والشدة على بني إسرائيل، ودفع دانيال عن قتل بخت نصر (3) حتى قوي أمره، وأهلك بني إسرائيل، وكذلك كل بأس وشدة لا ينزلها إلا جبرئيل، وميكائيل يأتينا بالرحمة.

(1) كنز الكراجكي: ص 285.
(2) تجد بعض مسائله في الخبر الآتي.
(3) قال الفيروزآبادي أصل بخت بوخت ومعناه: ابن، ونصر كبقم: صنم، وكان وجد عند الصنم ولم يعرف له أب فنسب إليه. انتهى. قلت: هو بخت نصر أو بنو كد نصر ملك الكلدانيين تولى سنة 607 قبل المسيح ومات سنة 551 أغار بحملاته على مصر وفتح أورشليم ونهبها وأحرق أمتعتها في 588 وأجلى أهل يهوذا إلى بابل، ويأتي الا يعاز إلى وقائعه اجمالا في محله.
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»
الفهرست