بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ٣١٥
العالمين قد وعدني أن يظهر لكم ما تقترحون ليقطع معاذير الكافرين منكم، ويزيد في بصائر المؤمنين منكم.
قالوا: قذ أنصفتنا يا محمد، فإن وفيت بما وعدت من نفسك من الانصاف وإلا فأنت أول راجع من دعواك النبوة، وداخل في غمار الأمة، ومسلم لحكم التوراة لعجزك عما نقترحه عليك وظهور باطل دعواك (1) فيما ترومه من جهتك. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصدق بيني وبينكم لا الوعيد، (2) اقترحوا ما أنتم مقترحون، (3) ليقطع معاذيركم فما تسألون.
فقالوا له: يا محمد زعمت أنه ما في قلوبنا شئ من مواساة الفقراء ومعاونة الضعفاء والنفقة في إبطال الباطل وإحقاق المحق، وأن الأحجار ألين من قلوبنا، وأطوع لله منا، وهذه الجبال بحضرتنا فهلم بنا إلى بعضها فاستشهده على تصديقك وتكذيبنا، فإن نطق بتصديقك فأنت المحق يلزمنا اتباعك، وإن نطق بتكذيبك أو صمت فلم يرد جوابك فاعلم أنك المبطل في دعواك المعاند لهواك فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: نعم هلموا بنا إلى أيها شئتم فاستشهده ليشهد لي عليكم، فخرجوا إلى أوعر جبل رأوه.
فقالوا: يا محمد هذا الجبل فاستشهده، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للجبل: إني أسألك بجاه محمد وآله الطيبين الذين بذكر أسمائهم خفف الله العرش على كواهل (4) ثمانية من الملائكة بعد أن لم يقدروا على تحريكه وهم خلق كثير لا يعرف عددهم غير الله (5) عز وجل، وبحق محمد وآله الطيبين الذين بذكر أسمائهم تاب الله على آدم وغفر خطيئته وأعاده إلى مرتبته، وبحق محمد وآله الطيبين الذين بذكر أسمائهم وسؤال الله بهم رفع إدريس في الجنة مكانا عليا لما شهدت لمحمد بما أودعك الله بتصديقه على هؤلاء اليهود في ذكر قساوة قلوبهم وتكذيبهم في جحدهم لقول محمد رسول الله صلى الله عليه وآله،

(1) في المصدر: وظهور الباطل في دعواك.
(2) في المصدر وفى نسخة: الصدق ينبئ عنكم لا الوعيد.
(3) في المصدر: اقترحوا بما أنتم مقترحون.
(4) جمع الكاهل: أعلى الظهر مما يلي العنق.
(5) في نسخة: إلا الله.
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»
الفهرست