بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ٢٠٧
أنزل إليكم الكتاب مفصلا " يعني يفصل بين الحق والباطل. قوله: " قالوا لن نؤمن لك حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله " قال: قال الأكابر: لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي الرسل من الوحي والتنزيل. قوله: " بما كانوا يمكرون " أي يعصون الله في السر. (1) 74 - تفسير علي بن إبراهيم: قوله: " وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا " إلى قوله تعالى: " ساء ما يحكمون " فإن العرب كانت إذا زرعوا زرعا قالوا: هذا لله وهذا لآلهتنا، وكانوا إذا سقوها فخرق الماء من الذي لله في الذي للأصنام لم يسدوه و قالوا: الله أغنى، وإذا خرق من الذي للأصنام في الذي لله سدوه وقالوا: الله أغنى، وإذا وقع شئ من الذي لله في الذي للأصنام لم يردوه وقالوا: الله أغنى، وإذا وقع شئ من الذي للأصنام في الذي لله ردوه وقالوا: الله أغنى، فأنزل الله في ذلك على نبيه صلى الله عليه وآله وحكى فعلهم وقولهم فقال: " وجعلوا لله " الآية.
قوله: " وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم " قال: يعني أسلافهم زينوا لهم قتل أولادهم " ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم " يعني يغروهم و يلبسوا عليهم دينهم. قوله: " وقالوا هذه أنعام وحرث حجر " قال: الحجر: المحرم " لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم " قال: كانوا يحرمونها على قوم " وأنعام حرمت ظهورها " يعني البحيرة والسائبة والوصيلة والحام.
" وقالوا ما في بطون هذه الانعام " قال: كانوا يحرمون الجنين الذي يخرجونه من بطون الانعام على النساء، فإذا كان ميتا تأكله الرجال والنساء، ثم قال: " قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم " أي بغير فهم " وحرموا ما رزقهم الله " وهم قوم يقتلون أولادهم من البنات للغيرة، وقوم كانوا يقتلون أولادهم من الجوع. (2) 75 - تفسير علي بن إبراهيم: " وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر " يعني اليهود حرم الله عليهم لحوم الطير وحرم عليهم الشحوم - وكانوا يحبونها - إلا ما كان على ظهور الغنم

(1) تفسير القمي: ص 200 - 203.
(2) تفسير القمي: 205 و 206.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست