بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ١١١
الذين أعطوا القرآن، أو مؤمنو أهل الكتاب. (1) وفي قوله: " وإما نرينك بعض الذي نعدهم " أي من نصر المؤمنين عليهم و تمكينك منهم بالقتل والأسر واغتنام الأموال " أو نتوفينك " أي نقبضك إلينا قبل أن نريك ذلك، وبين بهذا أنه يكون بعض ذلك في حياته وبعضه بعد وفاته، أي فلا تنتظر أن يكون جميع ذلك في أيام حياتك " فإنما عليك " أن تبلغهم ما أرسلناك به إليهم، وعلينا حسابهم ومجازاتهم. (2) وفي قوله: " ومن عنده علم الكتاب " قيل: هو الله تعالى، وقيل: مؤمنو أهل الكتاب، وقيل: إن المراد به علي بن أبي طالب عليه السلام وأئمة الهدى عليهم السلام عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام بأسانيد. (3) وفي قوله: " مثل الذين كفروا بربهم " أي مثل أعمالهم " كرماد اشتدت به الريح " أي ذرته ونسفته " في يوم عاصف " أي شديد الريح، فكما لا يقدر أحد على جمع ذلك الرماد المتفرق والانتفاع به فكذلك هؤلاء الكفار " لا يقدرون مما كسبوا على شئ " أي على الانتفاع بأعمالهم. (4) وفي قوله: " كلمة طيبة " هي كلمة التوحيد، وقيل: كل كلام أمر الله تعالى " كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء " أي شجرة زاكية نامية راسخة أصولها في الأرض، عالية أغصانها وثمارها في السماء، وأراد به المبالغة في الرفعة، و هذه الشجرة قيل: هي النخلة، (5) وقيل: شجرة في الجنة.

(1) مجمع البيان 6: 296. (2) مجمع البيان 6: 298.
(3) " " ": 301، والأسانيد في المصدر هكذا: روى عن بريد بن معاوية، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إيانا عنى وعلى أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وروى عنه عبد الله بن كثير انه وضع يده على صدره، ثم قال: عندنا والله علم الكتاب كملا.
ويؤيد ذلك ما روى عاصم بن أبي النجود، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: ما رأيت أحدا اقرأ من علي بن أبي طالب عليه السلام للقرآن. وروى أبو عبد الرحمن أيضا عن عبد الله بن مسعود قال: لو كنت أعلم أن أحدا أعلم بكتاب الله مني لأتيته. قال: فقلت له: فعلى؟ قال: أولم آته؟.
(4) مجمع البيان 6: 309.
(5) في التفسير المطبوع: روى أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أن هذه الشجرة هي النخلة.
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»
الفهرست