بنفسي أن آتي بها (1) " قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين " أي ساكنين قاطنين " لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا " منهم، وقيل: معناه: مطمئنين إلى الدنيا ولذاتها غير خائفين ولا متعبدين بشرع، وقيل: معناه: لو كان أهل الأرض ملائكة لبعثنا إليهم ملكا ليكونوا إلى الفهم إليه أسرع، وقيل: إن العرب قالوا: كنا ساكنين مطمئنين فجاء محمد فأزعجنا وشوش علينا أمرنا، فبين الله سبحانه أنهم لو كانوا ملائكة مطمئنين لأوجبت الحكمة إرسال الرسل إليهم، فكذلك كون الناس مطمئنين لا يمنع من إرسال الرسل إليهم إذ هم إليه أحوج من الملائكة. (2) وفي قوله: " خشية الانفاق " أي الفقر والفاقة " وكان الانسان قتورا " أي بخيلا. (3) وفي قوله: " وقرآنا فرقناه " أي وأنزلنا عليك قرآنا فصلناه سورا وآيات، أو فرقنا به الحق عن الباطل، أو جعلنا بعضه خبرا وبعضه أمرا وبعضه نهيا وبعضه وعدا وبعضه وعيدا، أو أنزلناه متفرقا لم ننزله جميعا، إذ كان بين أوله وآخره نيف و عشرون سنة " لتقرأه على الناس على مكث " أي على تثبت وتؤدة ليكون أمكن في قلوبهم، وقيل: لتقرأه عليهم مفرقا شيئا بعد شئ " ونزلناه تنزيلا " على حسب الحاجة ووقوع الحوادث " قل آمنوا به أولا تؤمنوا " به فإن إيمانكم ينفعكم ولا ينفع غيركم، وهذا تهديد لهم " إن الذين أوتوا العلم من قبله " أي أعطوا علم التوراة قبل نزول القرآن كعبد الله بن سلام وغيره، وقيل: إنهم أهل العلم من أهل الكتاب وغيرهم، وقيل: إنهم أمة محمد صلى الله عليه وآله " إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا " أي يسقطون على الوجوه ساجدين، وإنما خص الذقن لان من سجد كان أقرب شئ منه إلى الأرض ذقنه. (4) وفى قوله: " قيما " أي معتدلا مستقيما لا تناقض فيه، أو قيما على سائر الكتب
(١٢٢)