أصبت معنى حديثنا فأعرب عنه بما شئت.
24 - وقال بعضهم: لا بأس إن نقصت أو زدت أو قدمت أو أخرت إذا أصبت المعنى.
وقال: هؤلاء يأتون الحديث مستويا كما يسمعونه، وإنا ربما قدمنا وأخرنا وزدنا ونقصنا، فقال: ذلك زخرف القول غرورا، إذا أصبتم المعنى فلا بأس.
بيان: الإعراب: الإبانة والإفصاح، وضمير بعضهم راجع إلى الأئمة عليهم السلام، وفاعل قال في قوله: " قال هؤلاء " أحد الرواة، وفي قوله: " فقال " الإمام عليه السلام. قوله:
ذلك أي الذي ترويه العامة. زخرف القول أي الأباطيل المموهة، من " زخرفه " إذا زينه يغرون به الناس غرورا، وهو داخل فيما قال الله تعالى في شأن المبطلين: وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا. والحاصل أن أخبارهم موضوعة وإنما يزينونها ليغتر الناس بها.
ثم اعلم أن هذا الخبر من الأخبار التي تدل على جواز نقل الحديث بالمعنى و تفصيل القول في ذلك: أنه إذا لم يكن المحدث عالما بحقائق الألفاظ ومجازاتها و منطوقها ومفهومها ومقاصدها لم تجز له الرواية بالمعنى بغير خلاف، بل يتعين اللفظ الذي سمعه إذا تحققه، وإلا لم تجز له الرواية، وأما إذا كان عالما بذلك فقد قال طائفة من العلماء: لا يجوز إلا باللفظ أيضا، وجوز بعضهم في غير حديث النبي صلى الله عليه وآله فقط، فقال: لأنه أفصح من نطق بالضاد، وفي تراكيبه أسرار ودقائق لا يوقف عليها إلا بها كما هي، لأن لكل تركيب معنى بحسب الوصل والفصل والتقديم والتأخير وغير ذلك، لو لم يراع ذلك لذهبت مقاصدها، بل لكل كلمة مع صاحبتها خاصية مستقلة كالتخصيص