أعماله، وهو موجب للترفع على الناس والتطاول عليهم فيصير سببا لوحشة الناس عنه ومستلزما لترك إصلاح معائبه، وتدارك ما فات منه فينقطع عنه مواد رحمة الله ولطفه وهدايته، فينفرد عن ربه وعن الخلق، فلا وحشة أوحش منه. وقوله (عليه السلام): ولا ورع هو بالإضافة إلى ورع من يتورع عن المكروهات، ولا يتورع عن المحرمات. و الشخوص: الذهاب من بلد إلى بلد، والسير في الأرض، ويمكن أن يكون المراد هنا ما يشمل الخروج من البيت. والخطوة بالضم والكسر: المكانة والقرب والمنزلة. أي يشخص لتحصيل ما يوجب المكانة والمنزلة في الآخرة.
14 - أمالي الطوسي: المفيد، عن ابن قولويه، عن الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن اليقطيني عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن الباقر (عليه السلام) في خبر سلمان وعمر إنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا معشر قريش! إن حسب المرء دينه، ومروته خلقه، وأصله عقله.
15 - أمالي الطوسي: المفيد، عن إسماعيل بن محمد الكاتب، عن عبد الصمد بن علي، عن محمد بن هارون بن عيسى، عن أبي طلحة الخزاعي، عن عمر بن عباد، عن أبي فرات، قال:
قرأت في كتاب لوهب بن منبه، وإذا مكتوب في صدر الكتاب: هذا ما وضعت الحكماء في كتبها: الاجتهاد في عبادة الله أربح تجارة، ولا مال أعود من العقل، ولا فقر أشد من الجهل، وأدب تستفيده خير من ميراث، وحسن الخلق خير رفيق، والتوفيق خير قائد، ولا ظهر أوثق من المشاورة، ولا وحشة أوحش من العجب، ولا يطمعن صاحب الكبر في حسن الثناء عليه.
بيان: العائدة: المنفعة، ويقال: هذا أعود أي أنفع. ولا ظهر أي لا معين ولا مقوي فإن قوة الانسان بقوة ظهره.
16 - علل الشرائع: ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما خلق الله عز وجل شيئا أبغض إليه من الأحمق، لأنه سلبه أحب الأشياء إليه وهو عقله.
بيان: بغضه تعالى عبارة عن علمه بدناءة رتبته، وعدم قابليته للكمال، وما يترتب عليه عن عدم توفيقه على ما يقتضي رفعة شأنه لعدم قابليته لذلك، فلا ينافي