بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١ - الصفحة ٩٠
عدم اختياره في ذلك، أو يكون بغضه تعالى لما يختاره بسوء اختياره من قبائح أعماله مع كونه مختارا في تركه، والله يعلم (1).
17 - علل الشرائع: ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دعامة الانسان العقل، ومن العقل الفطنة، والفهم، والحفظ والعلم، فإذا كان تأييد عقله من النور كان عالما حافظا زكيا فطنا فهما، وبالعقل يكمل، وهو دليله ومبصره ومفتاح أمره.
بيان: الدعامة بالكسر: عماد البيت. والفطنة: سرعة إدراك الأمور على الاستقامة.
والنور لما كان سببا لظهور المحسوسات يطلق على كل ما يصير سببا لظهور الأشياء على الحس أو العقل، فيطلق على العلم وعلى أرواح الأئمة (عليهم السلام) وعلى رحمة الله سبحانه وعلى ما يلقيه في قلوب العارفين من صفاء وجلاء به يظهر عليهم حقائق الحكم ودقائق الأمور، وعلى الرب تبارك وتعالى لأنه نور الأنوار ومنه يظهر جميع الأشياء في الوجود العيني والانكشاف العلمي، وهنا يحتمل الجميع. وقوله: زكيا، فيما رأينا من النسخ بالزاء فهو بمعنى الطهارة عن الجهل والرذائل، وفي الكافي مكانه: ذاكرا.
18 - قرب الإسناد: هارون، عن ابن صدقة، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى يبغض الشيخ الجاهل، والغني الظلوم، والفقير المختال.
بيان: تخصيص الجاهل بالشيخ لكون الجهل منه أقبح لمضي زمان طويل يمكنه فيه تحصيل العلم، وتخصيص الظلوم بالغني لكون الظلم منه أفحش لعدم الحاجة، وتخصيص المختال أي المتكبر بالفقير لأنه منه أشنع إذ الغني إذا تكبر فله عذر في ذلك لما يلزم الغنى من الفخر والعجب والطغيان.

(1) مراده رحمه الله رفع المنافاة التي تترائى بين البغض وبين كون حماقة الأحمق غير مستندة إلى اختياره ولا يخفى أن المنافاة لا ترتفع بما ذكره رحمه الله من الوجهين فان العلم بدنائة الرتبة لا تسمى بغضا، وكذا عدم توفيقه لعدم قابليته، وما يختاره من القبيح لحماقته ينتهيان بالآخرة إلى مالا بالاختيار فالاشكال بحاله. والحق أن بغضه كما يظهر من تعليله (عليه السلام) بمعنى منعه مما من شأن الانسان أن يتلبس به وهو العقل الذي هو أحب الأشياء إلى الله لنقص في خلقته فهو بغض تكويني بمعنى التبعيد من مزايا الخلقة لا بغض تشريعي بمعنى تبعيده من المغفرة والجنة والذي ينافي عدم الاختيار هو البغض بالمعنى الثاني لا الأول. ط.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 خطبة الكتاب 1
3 مقدمة المؤلف 2
4 مصادر الكتاب 6
5 توثيق المصادر 26
6 رموز الكتاب 46
7 تلخيص الأسانيد 48
8 المفردات المشتركة 57
9 بعض المطالب المذكورة في مفتتح المصادر 62
10 فهرست الكتب 79
11 * (كتاب العقل والعلم والجهل) * باب 1 فضل العقل وذم الجهل، وفيه 53 حديثا. 81
12 باب 2 حقيقة العقل وكيفية وبدء خلقه، وفيه 14 حديثا. 96
13 بيان ماهية العقل. 99
14 باب 3 احتجاج الله تعالى على الناس بالعقل وأنه يحاسبهم على قدر عقولهم، وفيه خمسة أحاديث. 105
15 باب 4 علامات العقل وجنوده، وفيه 52 حديثا. 106
16 باب 5 النوادر، وفيه حديثان. 161
17 * (كتاب العلم) * باب 1 فرض العلم، ووجوب طلبه، والحث عليه، وثواب العالم والمتعلم، وفيه 112 حديثا. 162
18 باب 2 أصناف الناس في العلم وفضل حب العلماء، وفيه 20 حديثا 186
19 باب 3 سؤال العالم وتذاكره وإتيان بابه، وفيه سبعة أحاديث. 196
20 باب 4 مذاكرة العلم، ومجالسة العلماء، والحضور في مجالس العلم، وذم مخالطة الجهال، وفيه 38 حديثا. 198
21 باب 5 العمل بغير علم، وفيه 12 حديثا. 206
22 باب 6 العلوم التي أمر الناس بتحصيلها وينفعهم، وفيه تفسير الحكمة، وفيه 62 حديثا. 209
23 باب 7 آداب طلب العلم وأحكامه، وفيه 19 حديثا. 221