لم يزل مرعيا بعين الله يحفظه ويكلؤه بستره مطرودا عنه حبائل إبليس وجنوده مدفوعا عنه وقوب الغواسق ونفوث كل فاسق مصروفا عنه قوارف السوء مبرأ من العاهات محجوبا عن الآفات معصوما من الزلات مصونا عن الفواحش كلها معروفا بالحلم والبر في يفاعه.
منسوبا إلى العفاف والعلم والفضل عند انتهائه مسندا إليه امر والده صامتا عن النطق (المنطق - خ) في حياته فإذا انقطعت (انقضت خ) مدة والده إلى أن انتهت به مقادير الله إلى مشيته وجاءت الإرادة من الله فيه إلى محبته وبلغ منتهى مدة والده (ص) فمضى وصار امر الله إليه من بعده وقلده دينه وجعله الحجة على عباده وقيمه في بلاده وأيده بروحه وآتاه علمه وأنبأه أفضل بيانه واستودعه سره وانتدبه لعظيم امره وأنبأه أفضل بيان علمه ونصبه علما لخلقه وجعله حجة على أهل عالمه وضياء لأهل دينه والقيم على عباده.
رضى الله به اماما لهم استودعه سره واستحفظه علمه واستخباه حكمته واسترعاه لدينه وانتدبه لعظيم امره وأحيا به مناهج سبيله و فرايضه وحدوده فقام بالعدل عند تحير أهل الجهل وتحير أهل الجدل بالنور الساطع والشافع النافع بالحق الأبلج والبيان اللائح من كل مخرج على طريق المنهج الذي مضى عليه الصادقون من ابائه (ع) فليس بجهل حق هذا العالم الا شقى ولا يجحده الا غوى ولا يصد عنه الا جرى على الله جل وعلا (1).