إسحاق المديني، عن رجل، عن أبي مخنف (1) الأزدي، قال: أتى أمير المؤمنين عليه السلام رهط من الشيعة، فقالوا: يا أمير المؤمنين لو أخرجت هذه الأموال ففرقتها في هؤلاء الرؤساء والاشراف، وفضلتهم علينا حتى إذا استوسقت الأمور عدت إلى أفضل ما عودك الله من القسم بالسوية والعدل في الرعية؟
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أتأمروني ويحكم أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه من أهل الاسلام؟ لا والله لا يكون ذلك ما سمر السمير، وما رأيت في السماء نجما، والله لو كانت أموالهم لي لساويت بينهم، فكيف وإنما هي أموالهم؟ قال: ثم أزم ساكتا طويلا، ثم رفع رأسه، فقال: من كان فيكم له مال فإياه والفساد، فإن إعطاءه من غير حقه تبذير وإسراف، وهو يرفع ذكر صاحبه في الناس ويضعه عند الله، ولم يضع امرء ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا حرمه الله شكرهم، وكان لغيره ودهم، فإن بقي معه منهم بقية ممن يظهر الشكر له ويريه النصح فإنما ذلك ملق منه وكذب، فإن زلت بصاحبهم النعل ثم احتاج إلى معونتهم ومكافأتهم فالأم خليل وشر خدين، ولم يضع امرء ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا لم يكن له من الحظ فيما أتى إلا محمدة اللئام وثناء الأشرار ما دام عليه منعما مفضلا، ومقالة الجاهل ما أجوده، وهو عند الله بخيل، فأي حظ أبور وأخس من هذا الحظ؟ وأي فائدة معروف أقل من هذا المعروف؟ فمن كان منكم له مال فليصل به القرابة، وليحسن منه الضيافة، وليفك به العاني والأسير وان السبيل، فإن الفوز بهذه الخصال مكارم الدنيا وشرف الآخرة (2).
3 - وعنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد (3) بن جعفر العقبى، رفعه، قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إن آدم لم يلد عبدا ولا