حلية الأبرار - السيد هاشم البحراني - ج ٢ - الصفحة ٣٠٠
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أما قولك: إن عثمان حصر فما ذاك وما على منه، وقد كنت بمعزل عن حصره، وأما قولك: إيت مكة، فوالله ما كنت لاكون الرجل الذي يستحل به مكة، وأما قولك: اعتزل العراق ودع طلحة والزبير، فوالله ما كنت لأكون كالضبع ينتظر حتى يدخل عليها طالبها، فيضع الحبل في رجلها حتى يقطع عرقوبها (1)، ثم يخرجها فيمزقها إربا إربا، ولكن أباك يا بنى يضرب بالمقبل إلى الحق المدبر عنه، وبالسامع المطيع العاصي المخالف أبدا، حتى يأتي على يومى، فوالله ما زال أبوك مدفوعا عن حقه مستأثرا عليه، منذ قبض الله نبيه حتى يوم الناس هذا.
فكان طارق بن شهاب أي وقت حدث بهذا الحديث بكى (2).
3 - المفيد في أماليه قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال:
أخبرني الحسن بن علي الزعفراني، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: حدثني المسعودي، قال: حدثنا الحسن بن حماد (3)، عن أبيه، قال: حدثني رزين (4) بياع الأنماط، قال: سمعت زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام، يقول: حدثني أبي، عن أبيه، قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يخطب الناس، قال في خطبته: والله لقد بايع الناس أبا بكر، وأنا أولى الناس بهم منى بقميصي هذا، فكظمت غيظي، وانتظرت أمر

١) العرقوب (بضم العين المهملة وسكون الراء وضم القاف): عصب غليظ فوق العقب.
٢) أمالي الطوسي ج ١ / ٥١ - وعنه البحار ج ٣٢ / ١٠٣ ح ٧٣ - وأخرج ذيله مع تفاوت يسير في " نهج البلاغة " الخطبة السادسة: لما أشبر عليه أن لا يتبع طلحة والزبير، ولا يرصد لهما القتال، قال عليه السلام: " والله لا أكون كالضبع... الخ ".
نقل الحديث في " مصادر نهج البلاغة " عن أمالي الشيخ، ثم قال: ولعل غاية الحسن صلوات الله عليه أن يظهر للناس غاية أبيه من اتباع طلحة والزبير وغير ذلك من الأمور التي ذكرها فأجابه أمير المؤمنين عليه السلام عنها، وإلا فهو يعلم علم اليقين أن أباه سلام الله عليه لا يرد ولا يصدر إلا بأمر من الله سبحانه كما رسم له ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله.
3) الحسن بن حماد الطائي: عده الشيخ الطوسي من أصحاب الصادق عليه السلام.
4) رزين بياع الأنماط من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام، واستظهر الوحيد البهبهاني من رواية الكليني في باب القول عند الصباح والمساء بسنده عن ابن عمير عن الحسن بن عطية عنه عن أحدهما عليهما السلام كونه من الثقات الجامع في الرجال ج 1 / 775 -
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 305 306 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: في شانه عليه اسلام في الأمر الأول 9
2 الباب الثاني: وهو من الباب الأول 15
3 الباب الثالث: في مولده الشريف وكلامه عليه السلام في بطن أمه وحال ولادته عليه السلام. 19
4 الباب الرابع: في تربية رسول الله صلى الله عليه وآله له عليه السلام واختصاصه برسول الله صلى الله عليه وآله 27
5 الباب الخامس: في انه عليه السلام أول من اسلم وصلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو صغير. 33
6 الباب السادس: في انه عليه السلام أول من اسلم وصلى مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طريق المخالفين. 43
7 الباب السابع: فيما أجاب به النبي صلى الله عليه وآله حين قيل في اسلامه طفلا 55
8 الباب الثامن: في شدة يقينه وايمانه 61
9 الباب التاسع: فيما ذكره الحسن عليه السلام من سوابق أبيه عليه السلام 71
10 الباب العاشر: في تربيت أحواله عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 83
11 الباب الحادي عشر: في صبره وتورطه في صعب الأمور رضا لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وآله 87
12 الباب الثاني عشر: في مبيته على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وفيه نزل قوله تعالى (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله) 103
13 الباب الثالث عشر: من الأول من طريق المخالفين. 111
14 الباب الرابع عشر: في فضل سوابقه عليه السلام وسعتها. 119
15 الباب الخامس عشر: وهو من الباب الأول من طريق المخالفين 129
16 الباب السادس عشر: في حديث الأعمش مع المنصور، وانه كان يحفظ في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام عشرة آلاف فضيلة، وهو مذكور أيضا من طريق المخالفين 137
17 الباب السابع عشر: في تضاعف ثوابه عليه السلام من طريق الخاصة والعامة 153
18 الباب الثامن عشر: في قوته عليه السلام. 161
19 الباب التاسع عشر: في شجاعته عليه السلام. 167
20 الباب العشرون: في عبادته عليه السلام. 171
21 الباب الحادي والعشرون: في بكائه من خشية الله وخشوعه عليه السلام. 181
22 الباب الثاني والعشرون: في خوفه من الله تعالى. 187
23 الباب الثالث والعشرون: في أدعية له مختصرة في السجود، وعند النوم، وإذا أصبح، وإذا امسى عليه السلام. 193
24 الباب الرابع والعشرون: في تصوير الدنيا له عليه السلام واعراضه عنها وطلاقه عليه السلام لها ثلاثا. 197
25 الباب الخامس والعشرون: في زهده في الدنيا، وهو من الباب الأول من طرق الخاصة والعامة. 209
26 الباب السادس والعشرون: في زهده عليه السلام في الملبس والمطعم والمشرب. 215
27 الباب السابع والعشرون: وهو من الباب الأول. 225
28 الباب الثامن والعشرون: في زهده في المطعم والمشرب والملبس من طريق المخالفين 237
29 الباب التاسع والعشرون: في عمله عليه السلام بيده، وعتقه الف مملوك من كد يده 251
30 الباب الثلاثون: في عمله عليه السلام في البيت وتواضعه عليه السلام. 259
31 الباب الحادي والثلاثون: في جوده عليه السلام، وفيه نزلت (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) 263
32 الباب الثاني والثلاثون: وهو من الباب الأول. 273
33 الباب الثالث والثلاثون: في انه عليه السلام لا تأخذه في الله لومة لائم 281
34 الباب الرابع والثلاثون في تظلمه ممن تقدم عليه في الخطبة الشقشقية. 289
35 الباب الخامس والثلاثون: في تظلمه، وهو من الباب الأول. 297
36 الباب السادس والثلاثون: في احتجاجه على أبى بكر في إمامته عليه السلام وانه عليه السلام الامام دونه، واقرار أبى بكر له عليه السلام باستحقاقه الامام دونه. 305
37 الباب السابع والثلاثون: في احتجاجه على أبى بكر وعمر حين دعى إلى البيعة واعتراف عمر له عليه السلام. 315
38 الباب الثامن والثلاثون: في احتجاجه على أهل الشورى وفيهم عثمان واقرارهم له عليه السلام. 323
39 الباب التاسع والثلاثون: في علة تركه مجاهدة من تقدم عليه. 339
40 الباب الأربعون: في تركه مؤاخذة عدوه مع قدرته عليه. 347
41 الباب الحادي والأربعون: في عدله عليه السلام وقسمته بالسوية. 355
42 الباب الثاني والأربعون: في صبره وامتحانه عليه السلام قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعده. 359
43 الباب الثالث والأربعون: في طلبه تعجيل الشهادة حين بشربها. 383
44 الباب الرابع والأربعون: في صفته عليه السلام. 393
45 الباب الخامس والأربعون: ان أمير المؤمنين وبنيه الأئمة عليهم السلام أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 397
46 الباب السادس والأربعون: انه عليه السلام خير البرية من طريق الخاصة والعامة 407
47 الباب السابع والأربعون: في حسن خلقه، وإكرامه الضيف، والحياء، وغير ذلك 413
48 الباب الثامن والأربعون: في المفردات. 417
49 الباب التاسع والأربعون: في انه عليه السلام لم يفر من زحف ومصابرته في القتال 427
50 الباب الخمسون: ان رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى اليه عليه السلام من طريق الخاصة والعامة. 437