الحضرمي (1)، يقول: سمعت محمد بن منصور الطوسي (2) يقول: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: ما جاء لاحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الفضائل، ما جاء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه (3).
5 - محمد بن عمر الواقدي، قال: كان هارون الرشيد، يقعد للعلماء في يوم عرفة، فقعد ذات يوم وحضره الشافعي، وكان هاشميا فقعد إلى جنبه، وحضر محمد بن الحسن، وأبو يوسف، فقعدا بين يديه، وغص المجلس باهله: فيهم سبعون رجلا من أهل العلم، كل منهم يصلح أن يكون امام صقع من الأصقاع، قال الواقدي: فدخلت في آخر الناس، فقال الرشيد: لما تأخرت؟ فقلت: ما كان لاضعة حق ولكني شغلت بشغل عاقني عما أحببت، قال: فقربني حتى أجلسني بين يديه، وقد خاض الناس في كل فن من العلم.
فقال الرشيد للشافعي: يا ابن عم كم تروى في فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام؟ فقال: أربعمائة حديث وأكثر، فقال له: قل ولا تخف، قال: يبلغ خمسمائة وتزيد، ثم قال لمحمد بن الحسن كم تروى يا كوفي من فضائله؟ قال: الف حديث.
فاقبل على أبى يوسف، فقال: كم تروى أنت يا كوفي من فضائله؟ اخبرني ولا تخض، قال: يا أمير المؤمنين لولا الخوف، لكانت روايتنا في فضائله أكثر من أن تحصى، قال: مم تخاف؟ قال: منك، ومن عمالك، وأصحابك، قال: أنت آمن فتكلم واخبرني كم فضلية تروى فيه؟ فقال: خمسة عشر الف خبر مسند وخمسة عشر الف حديث مرسل.
قال الواقدي: فاقبل على فقال: ما تعرف في ذلك أنت؟ فقلت مثل مقالة أبى يوسف، قال الرشيد: لكني اعرف له فضيلة رايتها بعيني، وسمعتها