ومنيرا وهو كلام رب العالمين.
يا موسى ما دعوتني ورجوتني فاني سأغفر لك على ما كان منك، السماء تسبح لي وجلا، والملائكة من مخافتي مشفقون والأرض تسبح لي طمعا، وكل الخلائق يسبحون لي داخرون، ثم عليك بالصلاة الصلاة، فإنها مني بمكان، ولها عندي عهد وثيق والحق بها ما هو منها زكاة القربان من طيب المال والطعام فاني لا أقبل الا الطيب يراد به وجهي، واقرن مع ذلك صلة الأرحام فاني أنا الله الرحمن الرحيم والرحم خلقتها فضلا من رحمتي ليتعاطف بها العباد ولها عندي سلطان في معاد الآخرة وأنا قاطع من قطعها وواصل من وصلها وكذلك أفعل بمن ضيع أمري.
يا موسى أكرم السائل إذا سألك برد جميل أو باعطاء يسير فإنه يأتيك من ليس بإنس ولا جان: ملائكة الرحمن يبلونك كيف أنت صانع فيما أوليتك، وكيف مواساتك فيما خولتك واخشع لي بالتضرع، واهتف بولولة الكتاب، واعلم أني أدعوك دعاء السيد مملوكه ليبلغ به شرف المنازل، وذلك من فضلي عليك وعلى آبائك الأولين.
يا موسى لا تنسني على كل حال، ولا تفرح بكثرة المال، فان نسياني يقسي القلوب، ومع كثرة المال كثرة الذنوب، الأرض مطيعة والسماء مطيعة والبحار مطيعة، وعصياني شقاء الثقلين، وأنا الرحمن الرحيم، ورحمن كل زمان آتي بالشدة