المصباح - الكفعمي - الصفحة ٧٢٨
لمن الملك اليوم لله الواحد القهار جعلنا الله وإياكم من الآخذين بثأرهم المقتدين بآثارهم المستضيئين بأنوارهم إنه عزيز غفار والله تعالى يقول لمن جعلت له الألباب والعقول وإذا قرئ القرآن الآية ثم تعوذ واقرأ إنما وليكم الله ورسوله الآيتين الخطبة الثانية الحمد لله الذي خلق الجنة وزخرفها بالنعيم وملأها بالإنعام وشوق إليها الأتقياء والأخيار من الأنام وجعل الجنة ثمانية أقسام جنة عدن وجنة نعيم وجنة الخلد وجنة المأوى وجنة الفردوس ودار الجلال ودار الكمال ودار السلام آنية [لبنة] من ذهب وآنية [لبنة] من فضة حصياتها اللؤلؤ والمرجان وترابها الزعفران تضع عليها الأقدام فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى مطهرة من الدنس والآثام أهلها في أكناف القصور كأمثال البدور بيض الوجوه سود العيون نواعم الأجسام حسنهم على قدر أعمالهم فمنهم كالكوكب الدري الغائر في الأفق ومنهم كالبدر في ليالي التمام تشرق وجوههم وتضئ أعمالهم ويذهب عنهم الهم ويذهب عنهم السقام في نعيم وسرور وجنة وحبور وغبطة وحضور ومساكن وقصور وقباب وخيام على كل واحد منهم سبعون حلة من سندس وإستبرق متسجلة [مستجلة] الذيول مطرزة الأعلام وكلما غردت فوق الغصون حمامات الأوكار وجرت تحت القصور أمواه الأنهار هبت النسيم نفحت الأشجار تلألأت الزهور تفتحت الأكمام وكلما تغنت مصاريع القصور تغنت الولدان والحور تراقصت البلابل وتجاوبت الطيور بأحسن نغام وأبين نظام يأكلون ويشربون ويتنعمون
(٧٢٨)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 723 724 725 726 727 728 729 730 731 732 733 ... » »»