وأعتقده عيدا أولئك الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار هذا رحمكم الله يوم انهدم فيه ركن الدين وانخمل فيه عز أولياء الله الموحدين وذلت طوائف الأنصار لما جرى على آل النبي صلى الله عليه وآله والمعاضدين لما علت كلمة المعاندين والمفسدين كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار قتل فيه خليفة الله على جميع العباد وشهروا رأسه على أسنة الرماح في أقطار البلاد ووقع السبي في الحريم من آل النبي صلى الله عليه وآله والأولاد وتحكمت في نواصيهم أسياف الأعداء والأضداد كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار قتلوا سبط النبي المصطفى ووضعوا جسده يخور بدمه على الصفا وسقوه كأس المنية عوض ماء كان عليه متلهفا وأقاموا أولياءه ومحبيه من بعده على شفا وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار حسبوا أبعدهم الله أن لن يبعثوا فأقاموا على فظيع ما أحدثوا فلم يلبثوا إلا القليل وتمكثوا حتى عاقبهم الله بعذاب الدنيا على ما تكنوا ثم نقلهم إلى عذاب الآخرة يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار أظهروا بقتالهم لهم قديم الأحقاد واستقصوا بقتلهم الآباء والأجداد وأشمتوا بدين الإسلام المكذبين به من جميع العباد واختاروا لنفوسهم خزي الدنيا وعذاب المعاد وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار ما يكون احتجاجهم يوم النشور والعرض
(٧٢٦)