الثانية لبعض العلماء الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغاما لمن جحد وكفر وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد البشر صلى الله عليه وآله ما اتصلت عين بنظر وأذن بخبر أيها الناس إن قوارع الأيام خاطبة فهل أذن لعظاتها واعية وإن فجائع الدنيا صائبة فهل نفس إلى التنزه عنها داعية وإن طوامع الآمال كاذبة فهل قدم إلى التجنب عنها ساعية ألا فسرحوا ثواقب الأسماع والأبصار في جميع الجهات والأقطار فهل ترون في ربوعكم إلا الشتات وتسمعون في جموعكم إلا فلانا مات أين الآباء الأكابر أين الأبناء الأصاغر أين الخليط والمعاشر أين المذل والمفاخر أين المعز والمكاثر عثرت بهم والله الجدود العواثر وبترت أعمارهم الحادثات البواتر وخلت من أشباحهم المشاهد والمحاضر وعدمت من أجسادهم تلك الجواهر واختطفتهم من المنون عقبان كواسر وابتلعتهم الحفر والمقابر إلى يوم تبلى السرائر وتكشف الضمائر وتظهر الذخائر وتهتك السواتر فلو كشفتم عنهم أغطية الأجداث بعد يومين أو ثلاث لرأيتم الأحداق على الخدود سائلة والألوان من ضيق اللحود حائلة ينكرها من كان لها عارفا وينفر عنها من لم يزل بها آلفا قد رقدوا في مضاجع هم فيها داخرون وخمدوا في مصارع يفضي إليها الأولون والآخرون واعلموا أنما بنيتم فللخراب وما ولدتم فللتراب وما جمعتم فللذهاب وما عملتم ففي الكتاب مدخر ليوم الحساب فسمعا يا بني الأموات لداعي آبائكم سمعا وقطعا لبقاء رجائكم في دار الدنيا قطعا أسوة من كان من قبلكم من
(٧١٧)