المصباح - الكفعمي - الصفحة ٧٢٣
أرحم الراحمين اللهم قد انصاحت جبالنا واغبرت أرضنا وهامت دوابنا وتحيرت في مرابضها وعجت عجيج الثكالى على أولادها وملت الدوران في مراتعها والحنين إلى مواردها حين حبست عنها قطر السماء فدق لذلك عظمها وذهب شحمها وانقطع درها اللهم فارحم أنين الآنة وحنين الحانة فإليك ارتجاؤنا وإليك مآبنا فلا تحبسه عنا لتبطنك سرائرنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا فإنك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا وتنشر رحمتك وأنت الولي الحميد ثم عظ الناس ببعض المواعظ التي هي في الخطب المذكورة في هذا الفصل الخطبة الثانية الحمد لله فالق فم حب الحصيد بحسام سيح السحب صابغ خد الأرض بقاني شقيق يانع العشب نافخ روح الحياة في صور تصاويرها بسائح القراح العذب محيي ميت الأرض بإماتة كالح الحدب لابتسام ثغر نسيم أنفاح الخصب مجيل جسم طبيعة الماء المبارك في أشكال الحب والعنب والزيتون والقضب جاعله للأنام والأنعام ذات الحمل والحلب محلي جيد الأفلاك بقلائد دراري النجوم الشهب ومخلي جند الأملاك عن مباشرة التصرف والكسب وللقيام بواجب التسبيح والتقديس للرب قابل التوبة من المذنب المنيب وغافر الذنب الواحد المتفرد بوحدانيته عن ملاءمة [ملاءة] أعداد قسمة الحساب والضرب المستغني بصمديته عن مسيس الحاجة إلى دواعي الأكل والشرب الشاهد على خلقه بما يفيضون فيه لا لاتصاف بعد ولا قرب المهيمن على سر اجتراح كل جارحة وتخاطر خاطر وتقلب قلب أحمده وأشكره على ما جلى من مظلم ظلم جهل وكشف من كشف ركام كرب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
(٧٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 718 719 720 721 722 723 724 725 726 727 728 ... » »»