مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ١٤٨
بالسيف هام الأموات والأحياء والثقلين جميعا.
فيا عجباه وكيف لا أعجب من أموات يبعثهم الله أحياء يلبون زمرة زمرة بالتلبية: لبيك لبيك يا داعي الله، قد انطلقوا (1) بسكك الكوفة، قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ليضربون بها هام الكفرة، وجبابرتهم وأتباعهم من جبابرة الأولين والآخرين حتى ينجز الله ما وعدهم في قوله عز وجل * (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) * (2) أي يعبدونني آمنين، لا يخافون أحدا في عبادتي (3)، ليس عندهم تقية.
وإن لي الكرة بعد الكرة، والرجعة بعد الرجعة، وأنا صاحب الرجعات والكرات، وصاحب الصولات والنقمات، والدولات (4) العجيبات، وأنا قرن من حديد، وأنا عبد الله وأخو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنا أمين الله وخازنه، وعيبة سره وحجابه، ووجهه وصراطه وميزانه، وأنا الحاشر إلى الله.
وأنا كلمة الله التي يجمع بها المفترق ويفرق بها المجتمع.
وأنا أسماء الله الحسنى وأمثاله العليا، وآياته الكبرى.
وأنا صاحب الجنة والنار، اسكن أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، (وإلي

١ - في البحار: قد تخللوا، وفي نسخة " ض و س ": أطلوا.
٢ - النور ٢٤: ٥٥.
٣ - في نسخة " س وض " والمختصر المطبوع: في عبادي، وفي البحار: من عبادي.
٤ - الدولات: الدولة في الحرب: أن تدال إحدى الفئتين على الأخرى، أي يكون مرة لهذا ومرة لهذا والجمع دولات. انظر الصحاح ٤: ١٦٩٩ و 1700 - دول.
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»