مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٨٤
[/ 39] أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ومحمد بن عيسى ابن عبيد، عن الحسين بن سعيد جميعا عن فضالة بن أيوب (1)، عن القاسم بن بريد (2)، عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن ميراث العلم ما مبلغه أجوامع هو من هذا العلم أم تفسير كل شئ من هذه الأمور التي نتكلم فيها؟ فقال:
" إن لله عز وجل مدينتين: مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب، فيهما قوم لا يعرفون إبليس، ولا يعلمون بخلق إبليس، نلقاهم في كل حين، فيسألونا عما يحتاجون إليه، ويسألونا عن الدعاء فنعلمهم، ويسألونا عن قائمنا متى يظهر، وفيهم عبادة واجتهاد شديد.
ولمدينتهم أبواب ما بين المصراع إلى المصراع مائة فرسخ، لهم تقديس وتمجيد، ودعاء واجتهاد شديد، لو رأيتموهم لاحتقرتم عملكم، يصلي الرجل منهم شهرا لا يرفع رأسه من سجدته، طعامهم التسبيح، ولباسهم الورع (3)، ووجوههم مشرقة بالنور، وإذا رأوا منا واحدا احتوشوه (4) واجتمعوا إليه وأخذوا من أثره من الأرض يتبركون به، لهم دوي إذا صلوا كأشد من دوي الريح العاصف.

١ - فضالة بن أيوب: هو الأزدي، عربي سكن الأهواز، وهو فقيه من فقهائها، ثقة في حديثه، مستقيما في دينه، روى عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، عده البرقي من أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام)، وزاد الشيخ عليه الإمام الرضا (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: ٣١٠ / ٨٥٠، رجال البرقي: ٤٩، رجال الطوسي: ٣٥٧ / ١ و ٣٨٥ / ١، خلاصة الأقوال: ٢٣٠ / ٧٧٤، رجال ابن داود: ١٥١ / 1191.
2 - في نسختي " س وض ": القاسم بن يزيد.
3 - في نسخة " ق و س ": الورق، وكذا البحار.
4 - في نسختي " ق وض و س ": تخشوه، وفي البحار: لحسوه.
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»