مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٢٩٨
ثم قال: ائتني يوم كذا حتى أعطيك جوابه، فأتيته فأعطاني جوابه، ثم لبثت شهرا فأتيته اسلم عليه، فقيل: مات الرجل، فاغتممت لذلك غما شديدا لتخلفي عنه، ورجعت من قابل إلى مكة، فلقيت أبا الحسن (عليه السلام)، فدفعت إليه جواب كتابه.
فقال: " رحمه الله، يا علي لم تشهد جنازته؟ " قلت: لا، قال: " قد كنت أحب أن تشهد جنازة مثله، ثم قال: فيكتب لك ثواب ذلك بما نويت.
يا علي: ذلك رجل ممن كان يكتم إيمانه، ويكتم حديثنا وأمرنا، وكان لنا شيعة، وهو معنا في عليين، وكان نومة (1) لا يعرفه الناس، ويعرفه الله وهو معنا في درجتنا، إن الله عزيز حكيم " (2).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن الحسين بن بحر، عن رجل من أصحاب علي (عليه السلام) قال: قال (عليه السلام):
" أمت الحديث بالكتمان، واجعل سر الإيمان بالقلب " (3).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن مسلم، عن عيثم بن أسلم، عن معاوية بن عمار الدهني (4)، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:

١ - نومة: الخامل الذكر. لسان العرب ١٢: ٥٩٦ - نوم.
٢ - أورده باختصار ابن شهرآشوب في المناقب ٤: ٣١٨، وعنه في البحار ٤٨: ٧٦.
٣ - لم أعثر له على مصدر.
٤ - معاوية بن عمار الدهني: هو ابن أبي معاوية خباب بن عبد الله البجلي أبو القاسم الكوفي بياع السابري، مولاهم، كوفي - ودهن من بجيلة - وكان وجها في أصحابنا ومقدما، كبير الشأن عظيم المحل، ثقة، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى (عليهما السلام)، عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، ومات رحمه الله في سنة خمس وسبعين ومائة.
انظر رجال النجاشي: ٤١١ / 1096، رجال البرقي: 33، رجال الشيخ: 310 / 481.
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»