مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٢٠٤
جبلة، عن كامل التمار، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ذات يوم، فقال لي: " يا كامل اجعلوا لنا ربا نؤوب إليه، وقولوا فينا ما شئتم ".
قال: فقلت: نجعل لكم ربا تؤوبون إليه ونقول فيكم ما شئنا؟ قال: فاستوى جالسا، فقال: " ما عسى أن تقولوا، والله ما خرج إليكم من علمنا إلا ألفا غير معطوفة " (1).
[/] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عبد الكريم بن عمرو، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: جاء أعرابي حتى قام على باب مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتوسم (2) الناس فرأى أبا جعفر (عليه السلام)، فعقل ناقته ودخل وجثا على ركبتيه وعليه شملة، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): " من أين جئت يا أعرابي؟ " قال: جئت من أقصى البلدان، قال أبو جعفر: " البلدان أوسع من ذلك، فمن أين جئت؟ " قال: من الأحقاف (3)، قال: " أحقاف عاد؟ " قال: نعم.

١ - بصائر الدرجات: ٥٠٧ / ٨، باختلاف، وعنه في البحار ٢٥: ٢٨٣ / ٣٠ ولفظه أقرب للمختصر من البصائر.
قال المجلسي في بيان الحديث: قوله (عليه السلام): " غير معطوفة " أي نصف حرف، كناية عن نهاية القلة.
٢ - التوسم: طلب الكلأ. وقال الشاعر:
وأصبحن كالدوم النواعم غدوة * على وجهة من ظاعن متوسم لسان العرب ٢: ٦٣٦ - وسم.
٣ - الأحقاف: إنها رمال بأرض اليمن كانت عاد تنزلها. معجم البلدان ١: ١١٥.
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»