مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٢٠٧
ثيابه وأسرج له فبدأني بالحديث قبل أن أسأله، فقال: " يا محمد بن مسلم إن في الهند أو ببلقاء الهند (1) رجلا يلبس المسوح (2)، مغلولة يده إلى عنقه، موكل به عشرة رهط، يفنى الناس ولا يفنون، كلما ذهب واحد جعل مكانه واحد، يدور مع الشمس حيث ما دارت، يعذب بحر الشمس وزمهرير البرد حتى تقوم الساعة " قلت: ومن ذاك جعلت فداك؟ قال: " ذاك قابيل " (3).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن عبد الجبار، عن محمد بن خالد البرقي، عن (فضالة بن أيوب، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذاء) (4)، قال:
قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن سالم بن أبي حفصة (5) قال لي: أما بلغك أنه من مات وليس

١ - في البصائر: بتلقاء الهند.
٢ - المسح: الكساء من الشعر، والجمع القليل أمساح والكثير مسوح. لسان العرب ٢: ٥٦٩ - مسح.
٣ - بصائر الدرجات: ٥٠٨ / ١٠، وعنه في البحار ١٠: ١٥١ / ٢، باختلاف يسير، وأورده الطبرسي في الاحتجاج ٢: ١٨٠، وفيه: قال: كان آدم وحواء وقابيل وهابيل، فقتل قابيل هابيل فذلك ربع الناس.
٤ - في البصائر: فضالة بن أيوب، عن عبيدة.
٥ - سالم بن أبي حفصة: مولى بني عجل، كوفي، قد صحب وروى عن الأئمة الأطهار السجاد والباقر والصادق (عليهما السلام). وكان من البترية الذين دعوا إلى ولاية الإمام علي (عليه السلام) ثم خلطوها بولاية أبي بكر وعمر، ويثبتون لهما إمامتهما، ويبغضون عثمان وطلحة والزبير وعائشة، وعلة تسميتهم بالبترية لأنهم بتروا حق آل محمد (عليهم السلام). وقد وردت روايات في ذمه تأملها في رجال الكشي. مات في سنة سبع وثلاثين ومائة في حياة الإمام الصادق (عليه السلام).
انظر رجال النجاشي: ١٨٨ / 500، رجال الشيخ: 92 / 15 و 124 / 5 و 209 / 115، رجال الكشي: 233 / 423 - 428، فرق الشيعة للنوبختي: 20.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»