له من الغلات في دار له كان قد بناها ولم يتمها، وفضل حسابه مع الديوان وقد بقي له بقية صالحة من الغلات، فأصاب الناس قحط شديد وشرع النقيب تاج الدين في بيع الغلات فباع بالأموال ثم بالاعراض ثم بالاملاك، وكان يضرب المثل بذلك الغلاء فيقال، غلاء ابن الطقطقي. نسب إليه لأنه لم يكن عند أحد شئ يباع سواه، وكان قد نقب في بعض حيطان تلك الدار مقدار ما يخرج منه الغلة فنزل ذات ليلة في حسابه فإذا هو قد باع أضعاف ما ادخر، فأمر بكشف شقوقها فوجد الغلات قائمة الحب ينتثر منها فعالج في تغطيتها فلم يقدر ونفدت بعد بيع قليل كما هو عادة أمثالها.
وترقى أمره إلى أن كتب إلى السلطان أبا قاخان بن هلاكو في عزل صاحب الديوان وإقامته عوضه ووعده بأموال جزيلة وأثاره كفايات غريبة، فوقع كتابه إلى الوزير شمس الدين الجويني أخي صاحب الديوان عطا ملك فأخذ قرطاسا وكتب فيه:
كم لي أنه منك مقلة نائم يبدي سباتا كلما نبهته فكأنك الطفل الصغير بمهده يزداد نوما كلما حركته وجعل كتاب النقيب فيه وأرسله إلى أخيه فاستعد صاحب الديوان له وتقرر أمره عنده على أن أمر جماعة بالفتك به ليلا ففتكوا به وهربوا إلى موضع ظنوه مأمنا أمرهم بالمصير إليه صاحب الديوان، فخرج صاحب الديوان إليه من ساعته إلى ذلك الموضع فقبض على أولئك الجماعة وأمر بهم فقتلوا واستولى على أموال النقيب وأملاكه وذخائره.
وللنقيب تاج الدين عقب، وأما موسى بن الرسي وكان بمصر فمن ولده على المعروف بابن بنت فرعة وهو ابن محمد موسى المذكور أعقب من سبعة رجال وكان عقبه بمصر - آخر بنى الرسي وهم آخر بنى إبراهيم طباطبا، وهم آخر بنى إسماعيل الديباج بن الغمر، وهم آخر بنى إبراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن