مائة بلا خلاف، وقيل: مات سنة خمس وأربعين في رمضان، وقيل: في الخامس والعشرين من رجب. وقال البخاري: وهو ابن خمس وأربعين سنة وأشهرا.
وإنما لقب المهدى للحديث المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وآله: إن المهدى من ولدى اسمه اسمى واسم أبيه اسم أبى. وتطلعت إليه نفوس بني هاشم وعظموه، وكان جم الفضائل كثير المناقب، وحكى الشيخ أبو الفرج الأصفهاني (1): أن الصادق " ع " أخذ بركابه ذات يوم حتى ركب. فقيل له في ذلك فقال: ويحك هذا مهدينا أهل البيت!.
وكان المنصور قد بايع له ولأخيه إبراهيم مع جماعة من بني هاشم، فلما بويع لبني العباس اختفى محمد وإبراهيم مدة خلافة السفاح، فلما ملك المنصور وعلم أنهما على عزم الخروج جد في طلبهما وقبض على أبيهما وجماعة من أهلهما فيحكى: أنهما أتيا أباهما وهو في السجن فقالا له: يقتل رجلان من آل محمد خير من أن يقتل ثمانية. فقال لهما: إن منعكما أبو جعفر أن تعيشا كريمين فلا يمنعكما أن تمونا كريمين. ولما عزم محمد على الخروج واعد أخاه إبراهيم على الظهور في في يوم واحد، وذهب محمد إلى المدينة وإبراهيم إلى البصرة، فاتفق أن إبراهيم مرض فحرج أخوه بالمدينة وهو مريض بالبصرة، ولما خلص من مرضه وظهر أتاه خبر أخيه أنه قتل وهو على المنبر يخطب. ويقال: بل أتاه وهو قد توجه إلى الكوفة لحرب المنصور فقال:
سأبكيك بالبيض الصفاح وبالقنا فان بها ما يدرك الطالب الوترا إلى آخره (2) ولما بلغ أبا جعفر المنصور خروج محمد بن عبد الله خلا ببعض