الامارة إلى الآن.
وكان في غاية النجدة ونهاية الشجاعة، شارك أباه في إمارة مكة صبيا وذلك أن راجح بن قتادة في بعض حروبه مع ابن أخيه أبى سعد استنجد أخواله من بنى حسين فخرجوا لمدده في سبعمائة فارس ورئيسهم الأمير عيسى الملقب بالحرون فارس بنى حسين في زمانه، وسمع بخروجهم أبو سعد وابنه أبو نمى بينبع فأرسل إليه يطلبه وعمر أبى نمى يومئذ سبع عشرة سنة أو أزيد بقليل، فخرج من ينبع قاصدا إلى مكة فصادف القوم سائرين إليها فلما صادفهم حمل عليهم وهم سائرون فهزمهم ورجعوا إلى المدينة. مغلوبين، وفى ذلك يقول النقيب تاج الدين أبو عبد الله جعفر بن محمد بن معية الحسنى، وهو إذ ذاك لسان بنى حسن بالعراق من قصيدة يذكر فيها تلك الواقعة ويمدح أبا نمى ويحسن أفعاله:
ألم يبلغك شأن بنى حسين * وفرهم وما فعل لحرون؟
يصول بأربعين على مئين * وكم من فئة ظلت تهون فلما قدم أبو نمى على أبيه بمكة أشركه في ملكها فلم يزل حاكما على الحجاز مع أبيه وبعده إلى أن مات وقد أناف على التسعين، وقد أخرج من مكة مرارا وحارب العساكر المصرية فظفر بهم، وكان من الشجاعة بحيث لم ير مثله في عصره وكان له ثلاثون ذكرا منهم الأمير أبو الغيث (1) بن أبي نمى قتله أخوه (2) حميضة ومنهم الأمير عطيفة حكم بمكة شرفها الله وكذا أخوه حميضة ثم قبض عليه وحمل إلى مصر فاعتقل بها ثم هرب إلى العراق وتوجه إلى السلطان اولجايتو ابن أرغون فأكرمه اكراما عظيما، وبذل له عسكرا يذهب به إلى مكة ومنها إلى الشام أو إلى الشام أولا لأنه وعده أن يملكها له وأحس أولجايتو منه شجاعة