كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقالا ما عنه ضعفوا وحفظت ما أضاعوا ورعيت ما أهملوا وشمرت وعلوت إذ هلعوا وصبرت إذ جزعوا كنت على الكافرين عذابا صبا وغلظة وغيظا وللمؤمنين غيثا وخصبا وعلما لم تفلل حجتك ولم يزغ قلبك ولم تضعف بصيرتك ولم تجبن نفسك كنت كالجبل لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله قويا في بدنك متواضعا في نفسك عظيما عند الله كبيرا في الأرض جليلا في السماء لم يكن لاحد فيك مهمز ولا لقائل فيك مغمز ولا لخلق فيك مطمع ولا لاحد عندك هوادة يوجد الضعيف الذليل عندك قويا عزيزا حتى تأخذ له بحقه والقوي العزيز عندك ضعيفا ذليلا حتى
(١٠٣)