سنة 338 ه فبذل أموالا طائلة في سبيل ذلك وجلب إلى النجف النجارين وأهل صناعات البنأ من سائر الأقطار، وأقام هو في ذلك المكان قريبا من سنة، فخرب العمارة القديمة وأمر ببناء عمارة جليلة حسنة وهي العمارة التي كانت قبل اليوم ويذكر أنها كانت باقية حتى سنة 750 ه.
وقد شاهد هذه العمارة الرحالة (ابن بطوطة) حين ورد إلى النجف سنة 725 ه، فإنه وصف الروضة المقدسة فقال:
والخوانق معمورة أحسن عمارة وحيطانها بالقاشاني وهو شبه الزليج عندنا لكن لونه أشرق ونقشه أحسن، ثم ذكر المرقد المطهر وما فيه من فرش ومعلقات، وما يصنعه السدنة وقوام المشهد مع الزائرين فقال: ثم يأمرونه بتقبيل العتبة وهي من الفضة وكذلك العضادات، ثم يدخل القبة وهي مفروشة بأنواع البسط من الحرير وسواه، وبها قناديل الذهب والفضة منها الكبار والصغار وفي وسط القبة مصطبة مربعة مكسوة بالخشب عليه صفائح الذهب المنقوشة المحكمة العمل مسمرة بمسامير الفضة قد غلبت على الخشب لا يظهر منه شئ وارتفاعها دون القامة وفوقها ثلاثة من القبور يزعمون أن إحداها قبر آدم (عليه السلام) والثاني قبر نوح، والثالث قبر علي (رضي الله عنه)، وبين القبور طشوت ذهب وفضة وفيها ماء الورد والمسك وأنواع الطيب، يغمس الزائر يده في ذلك ويدهن بها وجهه تبركا. وللقبة باب آخر عتبته أيضا من الفضة وعليه ستور الحرير الملون يفضي إلى مسجد مفروش بالبسط الحسان مستورة حيطانه وسقفه بستور الحرير وله أربع أبواب عتبها فضة وعليه ستور الحرير (1).
وهذه العمارة وإن كان يرجع تأسيسها بهذا الشكل لعضد الدولة لكنها