فرحة الغري - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٥١
وقال شيخنا أبو ناصر: ما رأيت مثل أبي الغنائم في ثقته وحفظه، وكان يعرف بحديثه بحيث لا يمكن أحد أن يدخل في حديثه ما ليس منه، وكان من قوام الليل، ومرض ببغداد فانحدر، فأدركه أجله بحلة ابن مزيد يوم السبت سادس عشر من شعبان، فحمل إلى الكوفة وذلك سنة عشر وخمسمائة.
أقول: وهذا محمد هو ابن زيد بن الحسن بن محمد تقدم بطبرستان ابن إسماعيل جالب الحجارة ابن الحسن دفين الحاجز (1)، ابن زيد (2) الجواد بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ملك بعد أخيه الحسن الذي قدمنا ذكره، وامتدحه أبو المقاتل الضرير بالابيات المشهورة النونية التي آخرها:
حسنات ليس فيها سيئات * مدحة الداعي اكتبا يا كاتبان وهو بنى المشهد الشريف الغروي أيام المعتضد، وقتل في وقعة أصحاب السلطان، وقبره بجرجان كذا ذكره في (الشجرة).
وقال الزيدي: إنه ملك طبرستان عشرين سنة، وقال: زرت قبره سنة 422. وقال ابن طحال: إن عضد الدولة (3) تولى عمارته، وأرسل الأموال وتاريخ

(١) الحاجز: موضع بين المدينة ومكة. انظر: عمدة الطالب: ٦٩.
(٢) ولي زيد بن الحسن الصدقات في زمن الوليد بن عبد الملك، فنازعه فيها أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية، فوفد زيد على الوليد بن عبد الملك وأعلمه بأن لعبد الله في العراق شيعة وهو يدعو لنفسه، فكبر ذلك على الوليد فكتب إلى عامله أن يولى زيد بن الحسن الصدقات ويرسل إليه أبا هاشم عبد الله، فلما وصل الشام حبسه الوليد وطال حبسه، فسعى علي بن الحسين في اطلاقه وعرف الوليد افتراء زيد عليه وأعلمه القصة فأطلقه. انظر: تاريخ ابن عساكر ٥: ٤٦.
(٣) عضد الدولة: هو السلطان عضد فنا خسرو بن الحسن بن بويه الديلمي، وكان معدودا في الفقهاء والمحدثين والشعراء والسلاطين والفرسان والدهاة والنحاة، وكان شيعيا معاصرا للشيخ المفيد محمد ابن محمد بن النعمان وقد أخذ عنه العلم، وكان يزوره في موكبه العظيم ولا يتقي غيره.
ولد بأصبهان يوم الأحد خامس ذي القعدة سنة ٣٢٤ ه‍ وتوفي في بغداد يوم الاثنين ثامن شوال سنة ٣٧٢ ه‍، وهو أول من لقب بشهنشاه، وكانت ولايته على العراق خمس سنين ونصف وأوصى ان يدفن في النجف الأشرف في الروضة المباركة، فدفن وكتب على قبره: (هذا قبر عضد الدولة وتاج الملة أبي شجاع بن ركن الدولة، أحب مجاورة هذا الامام المعصوم، لطمعه في الخلاص يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها، وصلوات على محمد وآله الطاهرين). ولما توفي عضد الدولة وجلس ابنه صمصام على الأرض عليه ثياب السواد جاءه الخليفة الطائع معزيا، وناحت النساء عليه في الأسواق حاسرات عن وجوههن أياما كثيرة. انظر: البداية والنهاية ١١: ٣٠١.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الأهداء 5
2 كلمة المركز 7
3 مقدمة تمهيدية 9
4 الغريان: 12
5 عمل صندوق على قبره 15
6 العمارة الأولى 16
7 العمارة الثانية 17
8 العمارة الثالثة 17
9 العمارة الرابعة 19
10 العمارة الخامسة 19
11 ترجمة المؤلف 21
12 اسمه ونسبه / مولده / أسرته 21
13 أقوال العلماء فيه 22
14 مشايخه 23
15 أما تلاميذه 24
16 مؤلفاته 24
17 وفاته 24
18 التعريف بالكتاب 25
19 نسخ الكتاب 25
20 منهج التحقيق 26
21 مقدمة المؤلف 35
22 المقدمة الأولى 37
23 المقدمة الثانية 43
24 الباب الأول: فيما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) 56
25 الباب الثاني: فيما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذلك 58
26 الباب الثالث: فيما ورد في ذلك عن الحسن والحسين (عليهما السلام) 65
27 الباب الرابع: فيما ورد عن زين العابدين (عليه السلام) 70
28 الباب الخامس: فيما ورد عن محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) 77
29 الباب السادس: فيما ورد عن مولانا جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) 84
30 الباب السابع: فيما ورد عن مولانا موسى بن جعفر (عليه السلام) 128
31 الباب الثامن: فيما ورد عن مولانا الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) 130
32 الباب التاسع: فيما ورد عن مولانا محمد بن علي الجواد (عليه السلام) 134
33 الباب العاشر: فيما ورد عن مولانا الامام علي بن محمد (عليه السلام) 135
34 الباب الحادي عشر: فيما ورد عن مولانا الامام الحسن العسكري (عليه السلام) 137
35 الباب الثاني عشر: فيما ورد عن زيد بن علي بن الحسين في ذلك 138
36 الباب الثالث عشر: فيما روي عن المنصور والرشيد 141
37 الباب الرابع عشر: فيما ورد عن جماعة من أعيان العلماء والفضلاء 146
38 الباب الخامس عشر: في بعض ما ظهر عند الضريح المقدس 159
39 القصة الأولى: قصة أبي البقاء قيم مشهد أمير المؤمنين (عليه السلام) 170
40 القصة الثانية: قصة البدوي مع شحنة الكوفة 172
41 القصة الثالثة: قصة سيف سرق من الحضرة الشريفة وظهر فيما بعد 174
42 القصة الرابعة: قصة لطيفة 176
43 القسمة الخامسة: قصة أخرى 177
44 القصة السادسة: قصة أخرى 178
45 القصة السابعة: قصة أخرى 179