اليقين - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٥
علمائنا بهذا الشعار المقدس أحسن قيام طول التاريخ (10)، لزال هذا الشعار وانقلب إلى أمر ممنوع لاهتمام أعداء الإسلام على محاربته بكل أنواع الحرب العلمية والإعلامية والعملية.
* * * كلمات العلماء في الاتجاهات الدفاعية وليعلم المسلم أن أعداء الإسلام يبدؤن أمرهم بالسؤال فيتدرجون إلى الشك ثم إلى الاعتراض، وينتهي إلى الهجوم العنيف إذا رأوا ضعفا أو تساهلا من جانب أهل الحق.
وذلك من طبيعة النفس البشرية حيث يمكن إيقاع الحقيقة القطعية تحت السؤال بإلقاء شبهة واحدة، ثم يتكلم في الشبهة ويضخمها حتى تصير إشكالا، فيتحول اليقين ظنا ثم يتنازل إلى الشك.
ولقد علم علمائنا ذلك واجتهدوا بحسب إمكانهم في الرد على الشبهة في أول المراحل كي لا تنمو مادته فيضل عدة من الخلق.
وفي هذا المجال نرى أن نذكر نماذج من مسيرة العلماء في هذا الميدان وليكن تذكرتنا بذلك شكرا منا تجاه سعيهم المشكور من عند الله ورسوله ومن عند الأئمة الطاهرين عليهم السلام.
قال الشيخ الصدوق في كتابه (إكمال الدين):
(إن الذي دعاني إلى تصنيفي هذا أني لما قضيت وطري من زيارة مولانا الإمام أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه رجعت إلى نيشابور وأقمت فيها، فوجدت أكثر المختلفين إلى من الشيعة قد حيرتهم الغيبة ودخلت عليهم في أمر القائم عليه السلام الشبهة وعدلوا عن طريق الحق...) (11).

(10) أنظر كتاب (تاريخ النياحة) للشهرستاني.
(11) إكمال الدين: ص 3.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»