الإمامية ورؤسائهم في علم الدين كانوا يستعملون المناظرة ويدينون بصحتها وتلقى ذلك عنهم الخلف ودانوا به. وقد أشبعت القول في هذا الباب وذكرت أسماء المعروفين بالنظر وكتبهم ومدائح الأئمة عليهم السلام لهم، في كتابي (الكامل في علوم الدين) وكتاب (الأركان في دعائهم الدين) (8).
* * * تأليف الكتب وأما تأليف الكتب تجاه المضلين والمبتدعين والمشبهين، فلما لم تكن ظروف المناظرة في كل الأزمان مهيأة، فإن أكثر علمائنا كتبوا كتبا في الرد على فرقة ضالة أو شخص مضل، وحتى في الرد على شخص مجهول عسى أن يوجد فيفق شبهة.
فهناك كتب كثيرة ألفت على سبيل المناظرة، وخوطب به شخص مجهول وأعدت الأجوبة فيه ليوم ما. ولعل أول من أقدم على ذلك هو الفضل بن شاذان من أصحاب الرضا والجواد والعسكريين عليهم السلام في كتابه (الإيضاح) وساير كتبه. وتبعه الشيخ المفيد في كتابه (أوائل المقالات) و (المسائل الصاغانية)، إلى غير ذلك من كتب علمائنا رحمهم الله.
الدفاع عن جميع مسائل الدين وبما أن الأمر الذي يدافعون عنه يرجع إلى الدفاع عن الله تعالى، فقد ترى علمائنا يقدمون بالمهمة عندما يواجهون من يريد القاء شبهة على الاعتقادات الدينية أو يطعن في مسائله أو يكتب شيئا في إبطال مسائله بزعمه أو من يعلن عن تحديه في المناظرات.
وتراهم يحسون بواجبهم بمجرد أن سمعوا كلاما أو مقالا أو رأوا كتابا في الرد على التوحيد أو تحريفه بمعنى غير مستقيم أو سمعوا شيئا في مسألة النبوة والإمامة أو ساير أمور الشريعة التي يرجع إنكاره إلى تكذيب المعصوم وبالتالي