والحجر بن عدي وسليم بن قيس وزرارة ومحمد بن مسلم وابن أبي عمير وفضل بن شاذان وكالشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي وسيدنا المؤلف والشهيدان الأول والثاني والعلامة الحلي والمجلسي وغيرهم ممن جاء ذكر تضحياتهم في هذا الصعيد في كتب التاريخ.
فهؤلاء وأمثالهم جعلوا نفوسهم وأموالهم وكل كيانهم غرضا لمرامي أعداء الدين فأصابهم من سهامهم ما خلد أسمائهم في كتب العلم وعند الله في كتاب محفوظ.
* * * المناظرات ثم أن أكثر ما استخدموه في طريق هذا الدفاع هو المناظرات وتأليف الكتب.
أما المناظرات فهي من أقدم الأساليب المستعملة منذ عصور الأئمة عليهم السلام وإلى زمان الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي والعلامة الحلي، ومنها مناظرته المعروفة في مجلس السلطان التي أدت إلى هداية بلاد إيران إلى مدرسة أهل البيت عليهم السلام والتمسك بهم وصار التشيع مذهبا رسميا في البلاد.
والمناظرة طريقة مأخوذة عن كتاب الله الكريم وعن سيرة الرسول والأئمة المعصومين عليهم السلام فانظر كتاب (الاحتجاج) للشيخ الطبرسي، فقد جمع فيه احتجاجات رسول الله وفاطمة الزهراء وأمير المؤمنين والأئمة الأحد عشر من ولدهما صلوات الله عليهم أجمعين.
ويكفينا أن نذكر كلام الشيخ المفيد في كتابه (العيون والمحاسن) في ذلك حيث يقول:
(أخطأت المعتزلة والحشوية فيما ادعوه علينا من خلاف أهل مذهبنا في استعمال المناظرة، وأخطأ من ادعى ذلك من الإمامية أيضا وتجاهل، لأن فقهاء