اليقين - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٤
لتنبه المستضعفين إذا لم يكونوا معاندين، كما قال صلى الله عليه وآلة: (يا علي، لأن يهدي الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس...) (9).
3 - سد طريق العدو المهاجم وحسم مادة الفساد، لئلا يجرأ على التشكيك في بقية المعتقدات.
4 - التحفظ على كرامة الدين الاجتماعية وعرضه على المجتمعات البشرية والمحافل العملية المختلفة كدين جامع صلب الأركان قوي البرهان خاليا عن أي شبهة قادرا على الرد على الأعداء، كما قال صلى الله عليه وآله: (الإسلام يعلو ولا يعلى عليه).
5 - قطع مادة البدع والضلال والمنع عن سرايتها إلى الأجيال الآتية.
وهذه الجهة مهمة جدا، فإن كثيرا من الحقائق صارت عرضة للاضمحلال والاندراس بسبب استصغار العلماء بشأنه أو بشأن الأعداء في حقه أو التساهل والتسامح في رد المهاجمين وأهل البدع.
نذكر من ذلك مسألة (الشعائر الحسينية)، فلو لم يكن الاهتمام بها لزالت ولسري الشك في كل ما يرجع إليه حتى أصل وجود الإمام الحسين عليه السلام في قبال يزيد لعنه الله، وما جرى من المصيبة في كربلاء على يد هذا الفاجر، فإن الأعداء كانوا يرمون محو هذا الشعار الذي هو الركن في بقاء الإسلام.
ولولا اهتمام علمائنا بمسألة (الغدير) وتأليف الكتب والردود ودوام الاحتجاجات المستمرة طيلة القرون لما كان يبقى من المسألة أثر كما يشهد التاريخ بإنكار المسألة في أوان أمر الإسلام.
ولولا الأوامر الأكيدة الصادرة عن الأئمة عليهم السلام وحثهم وتحريضهم للشيعة على (زيارة قبورهم عليهم السلام)، وقيام الشيعة أثر

(9) سفينة البحار: ج 2 ص 700.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»