كلمة المؤسسة منذ أن اكتشف الإنسان موهبة الكتابة وأصبح قادرا على تسجيل أفكاره وأمنياته وضبطها عن الضياع والنسيان، حدثت انعطافة أساسية في حياته، إذ تمكن بعدئذ من نقل أفكاره وتجاربه وآماله إلى الأجيال المتعاقبة من بني نوعه بكل اطمئنان وثقة..
فكل هذه التطورات الحضارية والمبادلات الثقافية - التي حصلت على مر العصور - لم تحدث إلا بفضل ما تناقلته الكتب في الأوساط الاجتماعية حتى أعطت الإنسان وعيا في فكره وحركة في جوارحه وأثمرت له تقدما ورقيا وحضارة رفيعة..
ولا زال الكتاب اليوم يحتل الصدارة في لائمة وسائل الأعلام وعوامل التربية والتثقيف في المجتمعات الإنسانية..
وإذا كان للكتاب أهميته بحيث لولاه لما وصل الإنسان إلى حضارته اليوم، فإنه ينبغي لنا أن نهتم بالكتب التراثية إذ أنها المرآة التي تعكس لنا حياة أولئك الماضين وتمكننا من قراءة أفكارهم والتعرف على آمالهم وآلامهم والاستفادة من تجاربهم ومن ثم نقل هذه الآراء والتجارب إلى الأجيال القادمة..
من هذا المنطلق كانت فكرة تأسيس مركز يهتم بقضايا تتعلق بالكتاب