- ألا وإن اللسان الصادق يجعله الله للمرء في الناس خير من المال يورثه من لا يحمده.
- ألا وقد أمرتم بالظعن ودللتم على الزاد فتزودوا من الدنيا ما تجزون (1) به أنفسكم غدا.
- ألا لا يستقبحن (2) من سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم.
- ألا لا يستحيين من لا يعلم أن يتعلم فإن قيمة كل امرء ما يعلم.
- ألا فاعملوا والألسن مطلقة و الأبدان صحيحة والأعضاء لدنة و المنقلب فسيح والمجال عريض قبل إرهاق الفوت وحلول الموت فحققوا عليكم حلوله وانتظروا تعجيل قدومه (3).
- ألا وقد أمرني الله ربي بقتال أهل النكث والبغي والفساد في الأرض فأما الناكثين فقد قاتلت وأما القاسطين فقد جاهدت وأما المارقة فقد دوخت وأما شيطان الردهة فإني كفيته بصعقة سمعت لها وجيب قلبه ورجة صدره (1).
- ألا وإن الظلم ثلاثة: فظلم لا يغفر، و ظلم لا يترك، وظلم مغفور لا يطلب.
فأما الظلم الذي لا يغفر: فالشرك بالله لقوله: " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء "، وأما الظلم الذي لا يترك: فظلم العباد بعضهم لبعض ، العقاب هنالك شديد ليس جرحا بالمدى ولا ضربا بالسياط ولكنه ما يستصغر ذلك معه، وأما الظلم الذي يغفر: فظلم المرء نفسه عند بعض الهنات.
- ألا فاعملوا عباد الله والخناق مهمل والروح مرسل في فينة الارشاد وراحة الأجساد ومهل البقية وانف المشية و إنظار التوبة وانفساح الحوبة قبل الضنك والمضيق والروع والزهوق وقبل قدوم عائد ومعود وآخر بنفسه يجود وطالب للدنيا والموت يطلبه وغافل وليس بمغفول عنه وعلى أثر الماضين ما يمضي