الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٢ - الصفحة ٥٥٦
قال عليه السلام: بما أخبرته من علمي بما كان وبما يكون.
قال الجاثليق: فهلم شيئا من ذلك أتحقق به دعواك؟
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: خرجت أيها النصراني من مستقرك متعنتا (1) لمن قصدت بسؤالك له، مضمرا خلاف ما أظهرت من الطلب والاسترشاد، فأريت في منامك مقامي وحدثت فيه بكلامي، وحذرت فيه من خلافي، وأمرت فيه باتباعي.
قال: صدقت والله الذي بعث المسيح، وما اطلع على ما أخبرتني إلا الله، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأنك وصي رسول الله، وأحق الناس بمقامه.
وأسلم الذين كانوا معه وقالوا: نرجع إلى صاحبنا فنخبره بما وجدنا. (2) 15 - ومنها: ما ذكر الرضي في كتاب خصائص الأئمة باسناده عن ابن عباس قال: كان رجل على عهد عمر، وله إبل (3) بناحية آذربايجان (4) قد استصعبت عليه فمنعت جانبها فشكا إليه ما قد ناله، وأنه كان معاشه منها (5) فقال له: اذهب فاستغث بالله.
فقال الرجل: ما أزال أدعو الله وأبتهل (6) إليه، فكلما قربت منها حملت علي

١) تعنته: طلب زلته ومشقته، وتعنت الرجل عليه في السؤال: سأله على وجه التلبيس عليه.
٢) رواه الطوسي في أماليه: ٢٢٢ عن المفيد، عن علي بن خالد، عن العباس بن الوليد، عن محمد بن عمرو الكندي، عن عبد الكريم بن إسحاق الرازي، عن محمد بن داود، عن سعيد بن خالد، عن إسماعيل بن أبي أويس، عن عبد الرحمان بن قيس البصري، عن زاذان، عن سلمان الفارسي، عنه اثبات الهداة: ٤ / ٤٩٤ ح ٩١، والبحار: ١٠ / ٥٤ ح ٢ ومدينة المعاجز: ١٢٩ ح ٣٦٣، والصراط المستقيم: ٢ / ١٥ وعن ابن جبير في كتاب الاعتبار في ابطال الاختيار.
3) " إبلا فلاء " م. وفي الخائص " مواشن ".
4) آذربيجان: صقع حده من برذعة مشرقا إلى زنجان مغربا، ويتصل حده من جهة الشمال ببلاد الديلم والجبل والطرم. ومن أشهر مدنه تبريز (مراصد الاطلاع: 1 / 47).
5) " كان منها " البحار.
6) " أتوسل " خ ل، والبحار.
(٥٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 551 552 553 554 555 556 557 558 559 560 561 ... » »»
الفهرست